مع تزايد الكلام حول ضرورة مشاركة المغتربين بالإنتخابات النيابية المقبلة في لبنان، والتي يتهافت السياسيون عليها قبل المواطنين، أردت أن أقدم رداً على كلام الفريق السياسي المعروف بقوى 14 آذار، كما على الدولة اللبنانية المتمثلة بوزير الخارجية والمغتربين عدنان منصور.
إذ يتقاذف الإثنان الإتهامات بشأن العدد القليل من المغتربين الذين تمكنوا من إدراج اسمائهم على لوائح الشطب من أجل المشاركة في الإنتخابات القادمة، في حين أن التهمة يجب أن لا تقع على عاتق 14 آذار ولا على الوزير أو الوزارة، بل على الدولة اللبنانية بكاملها.
في تصريح لمنصور، إثر خروجه من إحدى الجلسات النيابية، نفي الأخير وجود تقصير من قبل السفارات اللبنانية بما يخص هذا الملف، معلناً أن عدد المسجلين حول العالم بلغ 3009 لبنانياً فقط في حين أن هناك 7000 آخرين أبدوا استعداداً للإنتخاب في الخارج، في حين أنه في اليوم السابق لهذا التصريح كان قد أفاد بان “هناك حوالي مليون لبناني في القارات الخمس ممن يحق لهم الاغتراب”.
أولاً، لا أعرف ما هو الفرق بين الفرد الذي تسجل والفرد الذي أبدى استعداده، فهل أن ذاك المواطن اتصل بالوزير قائلاً “جهّز لي الأوراق ويوم الإثنين أمر عليك وأوقعها؟” أم ماذا؟، كيف عرف أن هناك مليون لبناني يحق لهم الإغتراب؟
ثانياً، ما هي الامور التي على السفارات اللبنانية وعلى رأسها وزارة الخارجية “والمغتربين” أن تؤمنها للبنانيين في الخارج من أجل حثهم على المشاركة في التسجيل من أجل المشاركة في الإنتخابات؟
ثالثاً، على سبيل المزاح قد يكون بالإمكان بعد كل إعلان تلفزيوني عن أهمية السياحة في لبنان إضافة: وزارة الخارجية والمغتربين تحذر: عدم تسجيل اسماؤكم في لوائح الشطب قد يؤدي إلى عدم امتلاككم حق الإقتراع.
والآن بالعودة إلى موضوع “لما لا يوجد مغتربون على لوائح الشطب”، دعوني آخذكم إلى رحلة إفتراضية صغيرة، لنفترض أنني أنا كلبناني أقطن حالياً خارج البلاد، كما هو وضع العديد من اللبنانيين، وبالتحديد أنا موجود حالياً في بلجيكا – أوروبا، وفي الوقت الذي أعيش حياة هادئة تماماً من المشاغبات السياسية التي تحدث على الدوام في لبنان، فأنا إلى حد ما بعيد عن التنزاع الحاصل ولذا لا يهمني كل ما يحصل في لبنان. وخلال أحد اللقاءات مع اللبنانيين الآخرين أو خلال إتصال هاتفي مع الأهل، يصلني الخبر بأنه أصبح بإمكان اللبنانيين في الخارج ان يتقدموا بالسفارة اللبنانية من أجل إدراج اسماؤهم على لوائح الشطب.
على الرغم من القرف السياسي الذي عرفته طوال فترة وجودي في لبنان وكونه السبب الأساسي في خروجي من لبنان، إلا أنني اضع فكرة المشاركة في الإنتخابات من أولويات ما سأقوم به في الأيام القادمة، ولهذا الأمر سألجئ وبطبيعة الأمر إلى شبكة الإنترنت بدءأ من موقع “غوغل” الذي يعتبر أقوى محرك بحث حتى اليوم، ويجب الإنتباه إلى أنه لانني موجود في بلجيكا فيجب أن أقوم بتحويل الموقع لكي يتلاءم مع المكان الذي اسكن فيه أي يصبح الموقع “http://www.google.be”، لانه دون القيام بذلك لن يظهر أمامك أبداً ومطلقاً ما تبحث عنه، أي الموقع الإلكتروني لسفارة بلادك في قائمة البحث.
وخلال البحث تجد أن هناك ما يشير إلى وجود أكثر من موقع إلا أن موقع ما يلفت إنتباهك عنوانه “السفارة اللبنانية في بروكسل” وهذه الصورة التالية هي ما يظهر امامك.
ولمن لا يعرف، دعوني أشرح لكم ما ترونه حينما تضغطون على الرابط، إذ يفتح أمامكم موقع إلكتروني عبارة عن مدونة إلكترونية قد أنشأت عبر خدمة موقع غوغل، في الوقت أن المدونة مجرد من منظرها يمكن القول أننا لا نقوم بزيارة الآن موقع رسمي تابع للدولة اللبنانية لوزارة الخارجية ولأن الصورة تعبر أكثر من الكلام أترككم مع المظهر الذي سيبدو أمامكم.
ما قد يلفتك للوهلة الاولى الإعلان الذي تم تخصيصه للإنتخابات وهو عبارة عن صورة تم الكتابة عليها ” تسجل للتصويت في إنتخابات 2013 النيابية في السفارة قبل 31-12-2012″، وهذا إن ضغطت أو نقرت على الصورة يأخذك إلى مكان فارغ حيث تستقبلك الصفحة بعبارة ” معذرة، فالصفحة التي تبحث عنها في هذه المدونة ليست متوفرة”. الآن ماذا أفعل؟ ترفع أنظارك قليلاً فترى أن هناك قسم خاص فوق الصفحة ليس مرئي بشكل مميز يحمل إشارة “إنتخابات” وهناك ترى المواد القانونية الصادرة بِان الإقتراع وأخيراً تجد الإستمارة المطلوب تعبئتها وتسليمها للسفارة، (لمن يريدها فالمستند الأصلي هو الموجود بالأسفل).
وما أريد توضيحه هنا هو أنني لا أريد وضع اللوم على من قام بإنشاء هذه المدونة والتي على ما يبدو يقارب عمرها السنتين تقريباً ولكن أضع اللوم على سوء العمل وإدارة التواصل بين مختلف سفارات لبنان في العالم، الذي قد يكون من مسؤولية وزارة الخارجية وربما جهة أخرى، وإضافة إلى ذلك فإنه بدل إنشاء موقع على الأقل يبدو من حيث الشكل رسمي، يمكن إنشاء موقع مختص بوزارة الخارجية اللبنانية حيث يمكن لأي كان الإضطلاع على سفارات لبنان كافة في الخارج، مع العلم أن موقع بل المواقع المتعددة لوزارة الخارجية والمغتربين تبدو أسوء بكثير من موقع السفارة في بلجيكا، فحضرة المسؤولين في وزارة الخارجية والمغتربين قد انشؤوا موقعين إلكترونين منفصلين للوزارة الأول بعنوان “الخارجية” والثاني بعنوان “المغتربين” والموقعين يبدوان كأنه تم إنشاؤهما في القرن الماضي.
وفي النهاية، لمن يسأل ما السبب وراء إختيار السفارة اللبنانية في بلجيكا من بين سفارات العالم؟ فلتلك قصة أخرى قد أتكلم عنها لاحقاً.
هل قرأتم المواضيع التالية؟
من مطار رفيق الحريري الدولي إلى المركز الكشفي في روما
8 replies on “لهذه الأسباب لن ينتخب المغتربون – السفارة اللبنانية في بلجيكا مثالاً”
sara October 17, 2012 at 6:55 pm
nice Mahmoud 🙂
badna plz 2ossset belgium
Ghazayel October 17, 2012 at 6:57 pm
badi 7ada gheir yalli kein ma3i yes2al se3eta bzabeta hon 🙂 hehe
oussama abdel hamid October 17, 2012 at 11:40 pm
Nice Mahmoud s2alne 2ele lama re7na 3al safara 2el lebnaniye 2adayyy kbiri …. w chu hal manzar yali 2edema geyr chekellllll 3akes safaret America ktirrrr sgiriiiii 😛
Ghazayel October 17, 2012 at 11:44 pm
Hahah l libnaniyi bya3erfo yna2o heheh
تاج الدين حمادة October 19, 2012 at 1:12 am
مقال جميل أستاذ محمود لكن بما أنك صحفي يجب أن تركز أكثر على اللغة العربية . مثلاً نقول إدراج اسمائهم وليس اسماؤهم ونقول التي يتهافت السياسيون وليس السياسيين ونقول ما هي الامور التي على السفارات اللبنانية وعلى رأسها وزارة الخارجية وليس رأسهم لأن الميم تستعمل فقط للأشخاص ونقول لماذا لا يوجد مغتربون على لوائح الشطب… اتمنى إن تتقبل النقد برحابة صدر لأن عدم وجود أخطاء لغوية يعطي مضمون المقال قوةً أكثر من القوة المرجوة منه
Ghazayel October 20, 2012 at 12:13 pm
شكراً تاج الدين.. بالطبع أشكر لك ملاحظتك ولقد تم تصحيح الأخطاء التي وردت..
Lebanese Expat October 24, 2012 at 7:26 am
An Open Letter to His Excellency, President of Lebanon, His Excellency the Prime Minister, all Members of the Lebanese Parliament, all leaders of Lebanese political parties and all Lebanese both in Lebanon and around the world,
Ghazayel October 24, 2012 at 6:35 pm
ok what is your letter? anylink maybe?
Comments are closed.