لعل نقاط الإختلاف بين الولايات المتحدة الأميركية والقطر العربي تتنوع على أكثر من صعيد وليس فقط سياسياً وإقتصادياً، فقد أظهر تقرير في الولايات المتحدة الأميركية أن الصفحات الشخصية على الإنترنت ومنها المدونات الإلكترونية هي ليست نوعاً من أنواع الصحافة البديلة بل تعتبر كهواية وليست وسيلة لتحقيق هدف ما.
إن المدونات والصفحات الشخصية قد تكون بالفعل قد بدأت من منطلق هواية وتعبير عن ما يختلج صدر النفس من خلال النشر على الإنترنت كل ما يمكن من صور ونصوص ومقاطع فيديو وغيرها، فيمكن أن نرى صفحات على الإنترنت تعكس الرياضة المفضلة لشخص ما، صفحة أخرى لمعجب بفنان، وأنواع اخرى وعديدة من الصفحات، ولكن هناك ما جعل من المدونات تأخذ أهمية أكثر خصوصاً في العالم العربي.
إن تضيق المساحة الحرة للتعبير في العالم العربي جعل الناس يبحثون عن وسائل اخرى للتعبير عن ما يدور حولهم، فالأنظمة العربية السائدة هي في معظمها تدور حول نظام الفكر الواحد بحيث يغيب الرأي الآخر عن كل ما يطرح وبالطبع يغيب دور الشباب في تقرير المصير والمشاركة في القرارات.
الإنترنت كان الحل، أي الشبكة العنكبوتية التي تغيب عنها العقد والضوابط التي تسود في الأنظمة الإعلامية للدول العربية أو الأجنبية التي يسود فيها نظام قمعي لحرية التعبير، هذه الشبكة التي سمحت بإقامة مساحة حرة لا قوانين لها لنشر كل ما يمكن نشره. فالأفكار والتوق إلى التعبير إضافة إلى المساحة الحرة أعطت المدونات والصفحات الشخصية أهمية أكبر منها العالم العربي. فأصبحت المدونات الملاذ الوحيد لرفض ما يسود ولطرح أفكار مغايرة عن التي يعمل بها.
إلى جانب كل هذه الأمور لا يمكن إنكار أن هناك مدونات للتعبير عن هواية وليس لديها هدف ما سوى زاوية للشهرة وللتعبير عن الرأي فعلى سبيل المثال هناك مدونة “مايا زنكول” التي تعبر عن حبها للرسم ومدونة أخرى لـ”فشة الخلق” اسمها “نطرقنا” والعديد من مدونات الأخرى، ولكن يتميّز عدد لا بأس به من هذه المدونات بحيز أكبر من الإهتمام بكونه نافذة إلى حرية مسلوبة من الواقع للتعبير عن الرأي السياسي مثل مدونة “جمهورية الحمص” ومدونة “تريلا“.
المدونات هي إعلام بديل عن الوسائل التقليدية مثل محطات التلفزة والإذاعية والمطبوعات شاء من شاء وأبى من أبى لأنها تنشر ما لا يمكن أن ينشر بشكل علني ويأخذ بالتالي الناشر مساحة واسعة دون أي قيود. المدونة هي مكان لأي فرد أي يحصل على الـ”5 دقائق من الشهرة” ولكن على مدى أطول من الزمن وإن حصل الفرد على المساحة التي يريدها للتعبير في الوسائل التقليدية غاب التوق لخلق مساحة جديدة للتعبير مثلاً على الإنترنت وغابت الأهداف المباشرة في نشأة المدونات.
مواضيع ذات صلة:
“فايسبوك” و”تويتر” ينضمان الى الثورة