جلست بالقرب من طارق داخل سيارته، وكورنيش المنارة كان نقطة الوصول وتمضية الوقت هدفنا.
توجهنا من منطقة الكولا وأخذنا طريق المنارة مروراً بالروشة.
تعوّد طارق عبر المرور كل يومياً بهذا الشارع، أن يرى التنوع في أشكال وألوان الناس، إن كان في العادات والتقاليد أو حتى من الجنسيات، بالنهاية نحن بلد سياحي والكورنيش هو جزء من السياحة الساحلية اللبنانيّة.
قبل الوصول إلى الكورنيش عند منطقة الأونسكو، كنا نتكلم كيف أن أوضاع البلاد أصبحت الآن أفضل وأننا ننعم بالقليل من الأمان.
لم نكد ننتهي من الكلام حتى انتبه طارق إلى شاحنة صغيرة (van) تخرج من معمل الرخام بسرعة، غير آبهة لمن يمر على الطريق.
مرّت على خير.
عند المرور على طريق عين التينة، يلفت طارق نظري إلى الطريق، فأعمال الحفر جارية ولكن، ألم ينتهوا من العمل من هذا الطريق الشهر الفائت؟! يسألني طارق.
الطريق محفّرة بالكامل.. سيارات تتراقص يميناً وشمالاً لتفادي الحفر المنتشرة، “يلا ..مرا حفريات على طريق الروحة ومرّة على الرجعة، .. ما بيلحقوا يخلصوا من ميلة بيتذكروا التانيي..”.
وصلنا إلى نقطة تقاطع.. توقفنا أمام إشارة السير المضاءة باللون الأحمر (ما فينا نزعّل بارود)، ولكن نتفاجئ بأن الشرطي ينادي لنا “ياللا يا هوندا!!”.
استغربنا الأمر .. فالإشارة حمراء ولكن الشرطي يريدنا أن نمر.
مررنا والأمر على لله، ولكن ما لبثنا أن رست أعيننا على لوحة مزروعة قرب الطريق “المجوَّرة” مكتوب عليها “طريق مراقب بالردار”.
ولما الرادار؟ هل يريد أن يقيس سرعة السيارة في الخروج من الحفرة، أم سرعة السباب التي تتلقها الدولة من لسان المواطن؟
ولم تمر لحظات .. وها هي المنارة.. حمدالله على السلامة