قبل أن افضي ما لدي حول ما يزعم أنه شهر أمني، دعوني أذكر لكم حادثتين حصلتا معي خلال لن أقول خطة أمنية، ولكن تواجد أمني.
الأولى حصلت معي قرب مدينة كميل شمعون الرياضية في بيروت، وكنت داخل سيارة أجرة تتجه نحو منطقة “الكولا” حينما رأينا شخص على دراجة نارية يسير بإتجاه معاكس ويقترب نحونا ويقول بصوت عالٍ أمام رفاقه على دراجات نارية أخرى والسيارات “حاجز حاجز!”. ومن ثم ترى بعض الدراجات النارية وسيارات تعود أدراجها وتغير في مسارها من أجل أن تتفادى “الحاجز الأمني” حيث من المفترض أن يتلطى رجال الأمن لكل “الخارجين عن القانون” وهكذا وبكل بساطة لا يقترب أحد من “الفخ” على الطريق العام.
الحادثة الثانية والتي حصلت معي عند مشارف منتصف الليل حينما كنت ماراً على طريق الكولا أيضاً ولكن من إتجاه كورنيش المزرعة، وإذ هناك أشاهد زحمة سير قوية، وعلى رأس الزحمة سيارتين أو ثلاثة تابعة لقوى الأمن الداخلي ضمن حاجز أمني، وما انتبهت إليه أن بعض السيارات حينما لاحظت زحمة السير منهم من تراجع وعاد حيث كان والبعض الآخر “زورب” ودخل شوارع ثانوية واستطاع العودة إلى الطريق الرئيسي بعد أن تنصل من الحاجز الامني – ولا من شاف ولا من دري.
بالعودة إلى اليوم، انطلق ما يسمى بالشهر الأمني ، الشهر الذي كشفه وزير الداخلية والبلديات مروان شربل والذي أعاد التأكيد عليه بعيد الإعتداء الذي جرى على قناة “الجديد”، فتعالوا نقرأ مكامن هذا الشهر الأمني.
الأحداث الامنية التي حصلت في لبنان في الفترة الاخيرة كانت عديدة ومتنوعة على سبيل المثال: قتل، خطف، قنابل معدة وغير معدة للتفجير، إغلاق طرقات، إطلاق رصاص وغيرها من الاحداث الامنية فيما الدولة ما زالت غائبة أو تتلهى بالحصص الإنتخابية والمصالح الفردية بينما تتناسى مصلحة المواطن والشعب من أي حزب أو لون أو طائفة كان.
أما “الشهر الامني” فلم أستطع أن احزر السبب الرئيسي لجعل الأمن موجود لمجرد فترة شهر واحد وليس على طول السنة طالما لدينا بؤر لا تدخلها القوى الامنية ومناطق محمية سياسياً، وأشخاص يظنون أنهم فوق دولة القانون ودون أن ننسى أمراء طوائف الذين لديهم “قمصانهم” السود والبيض والزرق والحمر والخضر وغيره من الألوان.
أعجبني ما قاله الوزير مروان شربل اليوم لجريدة “السفير”، أعجبني جداً حينما قال أن “القوى العسكرية والامنية أصبحت جاهزة ساعة الصفر” رافضاً الكشف عن التفاصيل الميدانية من اجل الحفاظ على عنصر المفاجأة وفي الوقت نفسه يشدد على أن الإنطلاقة ستكون من بيروت وتحديداً من المشرفية!
أمر آخر قاله الوزير المبدع شربل أنه لن يكون هناك غطاء أو حملة لأي مخالف ومرتكب “وهذا ما سيكتشفه كل سياسي يحاول التدخل في عمل الاجهزة المختصة”.. تذكير صغير، أليس من المفترض على “الخطة الامنية” أن تكون سرية وأن لا يكشف عن المناطق التي سيتواجد فيها عناصر الامن كي لا يبدو وكاننا ندعو للمجرمين كي يأخذوا كل احتياطاتهم؟أمر آخر، ألم يرى ما حدث في أحداث الشمال من إطلاق سراح شادي المولوي والمواكب التي تسارعت من أجل إيصاله إلى منزله أو تبويس اللحى في إطلاق سراح بعض من يطلقون عليهم اسهم الموقوفين الإسلاميين؟ ألم يرى كيف تم إذلال القوى الامنية بتلك المسألة إلى جانب مسألة إطلاق سراح العميل العميد فايز كرم والعقوبة المخففة التي نالها؟ أيحاول أن يكون بطلاً من نوعٍ خاص أم يحاول أن يحجز مكاناً له في العملية الإنتخابية المقبلة؟
ربما الاجدر بوزير الداخلية أن يشارك في طاولة الحوار واضعاً مسألة الفلتان الامني، والإنتشار المسلح في كافة أرجاء لبنان من كل أنواع الأسلحة وكل الجهات السياسية كبند أول ووحيد على طاولة الحوار، وهنا ستكون المرجلة الفعلية. فليأتي وزير داخلية لبنان وكل اللبنانيين، ويدافع حقاً عن أمن اللبنانيين بطريقة فاعلة وواضحة كي لا ينتهي اللبنانيين بإنشاء مجموعات أمنية خاصة عند كل مفرق وشارع ومنطقة تعيدنا أكثر واكثر إلى الوراء.
مع العلم أنني لا أعلم ساعة الصفر التي بدأت فيها الشهر الامني إلا أن وسائل الإعلام تبدو مهتمة بما سيتخلله هذا الشهر الامني الذي بحسب بعض المواقع الإلكترونية، يقتصر على حواجز ثابتة من أجل التدقيق في أوراق السيارات وهويات الأشخاص، وقد سجّل حتى حين كتابة هذه الأسطر (11:30ق.ظ.) عن توقيف شخصين ممن لا يملكون اوراقاً ثبوتية، فإذا كان الشهر الأمني كذلك فعلى الدنيا السلام.
هل قرأتم المواضيع التالية؟
قانون حديث للسير: كي لا تبقى الطرق منصة إعدام
عندما يخرج أعضاء النادي للمطالبة بتغيير النظام
لعبة ليست غريبة على حزب الله وسوريا
2 replies on “مروان شربل والشهر الامني.. شو هل مهزلة!”
tb June 27, 2012 at 12:01 pm
ya sa7bi shu khas elkowa el amniya shu badak bekel zaroub w w kel marfa2 3askari w bukra byetla3 wa7ad mad3oum w bat3omo atli fa alah yerda 3aleik abel ma tjib sirit el darak w dawryet w ta3melon maskhara khalina net2id halna bel awal
mime June 27, 2012 at 10:01 pm
bravo, bien fait le critère. Mais est-ce qu’il y quelqu’un qui vois non pas seulement celui qui regarede
Comments are closed.