تستفيق الشعوب العربية تباعاً على مبادئ الحرية والتغيير وإبداء الرأي، بعد أن نامت الحكومات العربية نومة أهل الكهف لأكثر من خمسون سنة. فترة زمنية وصل حد البعض ليقول بصوت عالٍ “كفى!”.
في بداية العام 2011 تم تسليط الضوء على تونس ونجحوا أهل تونس في إزاحة الرئيس زين العابدين بن علي، ومن ثم كرّت مسبحة الثورات إلى مصر ثم البحرين، الأردن، اليمن، ليبيا والجديد على الساحة سوريا، مع العلم أن شباب فلسطين يحضروا لتحرك قريب عن تطريق الدعوة عبر الفايسبوك في مسلسل لا تبدو نهايته قريبة.
سورية الجديدة هل تنطلق من درعا؟
تبدو الأمور من خلال الاحداث الأخيرة ان منطقة درعا السورية قد تكون البوابة الجديدة من أجل الدخول إلى سوريا جديدة، يظن البعض أنها ستظل تحت لواء الرئيس السوري بشار الأسد، بينما يعتبر البعض الآخر أن بقاء الأسد في سدة السلطة هو أمر واهم.
ومع وصول عدد القتلى على يد قوات الأمن السورية إلى أكثر من 25 سوري، لا يمكن لأي حد كان أن يطفئ غليان دماء اهالي درعا وتوقهم إلى الثأر لأمواتهم وللوصول إلى مبتغاهم الأصلي بحياة شريفة وجيدة تليق بالشعب السوري وبحبه للحياة.
شارع الحمرا هل يمكن أن يتسع للفريقين؟
صباح الأحد 27 آذار تظاهر ما يقارب الـ200 سوري أمام السفارة السورية في شارع الحمرا في بيروت رافعين يافطات لا تطالب بإسقاط النظام السوري كما تجري العادة في المظاهرات الأخيرة العربية، بل طالبت بإعتقال المجرمين الذين قتلوا الناس في درعا ومحاكمتهم، يافطة أخرى رفع عليها شعار “قولوا الله قولوا الله نحنا رجالك يا درعا”، وثانية مكتوب عليها “بالروح بالدم نفديك يا درعا”. ولكن لم تكن سوى دقائق معدودة حتى وصل فريق آخر من السوريين الذين اتخذوا من الجانب الأيمن من السفارة السورية نقطة تجمع لهم، هتفوا بشعارات مؤيدة للرئيس بشار الأسد واللافت في الأمر أن هذا الفريق كان يقوده شخص بدا وكأنه على تواصل تام مع شخصٍ ما على الهاتف، ينقل له كلمات الهتافات ويقول له ما يفعل
ومع مرور الوقت، بدأ عشارات من السوريين بالتجمهر على الطرف الأيمن من السفارة طالبين من الله حماية بشار الأسد وحماية سوريا وسرعان ما ازدادت اعدادهم إلى المئات، أحد المتظاهرين قال ” هؤلاء على الطرف الآخر الذين ينادون بالعدالة لدرعا هم خونة وعملاء لإسرائيل، الذي يريد التظاهر وأن يكون رجلاً فليذهب إلى بلده ولا أن يكون مدفوعاً من أحد الأطراف ويريد أن يكون وطنياً” ، بينما الطرف الأيسر الذي يطالب بالعدالة لأهل درعا وبرفع البؤس عن السوريين يقول أحد افراد تلك المجموعة “للفرد حرية التعبير والتظاهر ولكن في صميم قلب كل واحد من المجموعة المقابلة لنا يعرف أنه ضد تصرفات النظام القائم”.
قوات الأمن اللبنانية ترفع الغطاء لدخول المخابرات السورية
مع إزدياد الأعداد المناصرة للنظام السوري طلبت السلطات الأمنية اللبنانية، التي كانت تفصل بين الفريقين، أن يقوم الفريق الآخر بالعودة إلى أدراجهم كي لا تحدث أي إشكالات أمنية.
ولكن ما لم يبدو وكأنه تفكير حكيم من قبل الأجهزة الأمنية، هي بالفعل أبعدت التوتر عن الشارع المقابل للسفارة السورية، ولكنها رفعت غطاء الحماية عن الأفراد المطالبين بالعدالة لأهل درعا، فبمجرد إفتراق الحشد الصغير نسبياً، بالنسبة إلى الحشد المناصر للأسد، انتشرت مجموعات على طول شارع الحمرا وخصوصاً ما بين مقهى “ستاربكس” ومحلات “أتش أند أم” وأحاطت بالمجموعة التي كانت تتظاهر، “يا شباب خلينا نراقبن وين رايحين ولكل حادث حديث” يقول أحد شباب تلك المجموعات على صوت خافت، قبل أن ياتي أحدهم ليقول لنا “عملوا معروف بعِدو عنا وبَعدو الكاميرا من وجنا”.
بعيداً عن المظاهرات.. حكواتي الاجرة
في سيارة الأجرة، أثناء الإبتعاد عن محيط السفارة السورية، كان هناك مواطن سوري من درعا يجلس خلف المقود وكان لديه نظرته الخاصة للأمور الحاصلة في بلاد الشام ما بين المظاهرات على الأراضي السورية والمظاهرة التي حصلت على شارع الحمرا في بيروت، “المشكلة الكبرى أنه عندما يحس الرئيس أو المسؤول الأعلى “بالسخن” تبدأ لديه العزيمة بالإصلاح، وسؤالي هو لماذا لم يبدأ هذا الإحساس يراوده من 11 و15 سنة؟؟” مشدداً على مسألة أن “لا بد أن يطير هذا الرئيس”، أما بالنسبة إلى المظاهرة التي جرت أمام السفارة السورية فيعلق على الأمر بالقول انه جلس مع أحد ابناء دولته وأثناء الحديث قال له أن “الشباب استطاعوا الحصول على ورقة من حزب الله تتيح لهم إمكانية الإعتصام أمام السفارة”.
المزيد من الصور:
6 replies on “شارع الحمرا يقسّم سوريا”
Fatima March 29, 2011 at 12:08 pm
nice one mahmoud:) goooooo
Ghazayel March 29, 2011 at 6:42 pm
merci fatima 🙂
i like it ghzayel, March 31, 2011 at 1:47 am
7abeit ma7mud,takecare
Ghazayel March 31, 2011 at 1:33 pm
mercii bas ana ma 3refet min?
nadia March 31, 2011 at 1:48 am
7abeit mahmud,takecare
Ghazayel March 31, 2011 at 1:44 pm
merci nadia 🙂 .. w inti kameina
Comments are closed.