نعم، عليكم أن تضحكوا على سقوط عون

استطاعت إحدى الكاميرات المتواجدة داخل مكان انعقاد القمة العربية في الأردن أن تلتقط مشهد سقوط الرئيس اللبناني ميشال عون على الأرض، ونتيجة هذه الحادثة عبّر اللبنانيون عن ما يختلج قلبهم من النكات والمزاح والتعليقات المضحكة تجاه ما حصل على منصات التواصل الإجتماعي فيما عارض البعض الآخر هذه الموجة من ردود الفعل.

ولكن بغض النظر عن الشخصية المعنية التي سقطت، فإن تعثر أي شخص ووقوعه على الأرض لا بد من أن يثير بعض الضحكات والمزاح، فكيف بالأحرى إن كان الأمر يتعلق برئيس للجمهورية.

مشهد غير اعتيادي

وقد يكمن السبب الأول في إطلاق المزاح حول الحادث أنه مشهد غير اعتيادي، فنحن ننظر إلى شخص لديه مكانة اجتماعية عالية في المجتمع، وفي أذهان العديد من اللبنانيين، فإن عون ينظر إليه بمثابة الشخص الذي لا يخطئ، لا يتعثر – وربما بحسب من يضع السياسيين بمرتبة الآلهة في لبنان – لا يدخلون حتى إلى المرحاض، ولذلك فإن أي تصرف خارج عن نطاق المألوف سيكون مضحكاً.

وبعيداً عن تفسيرات النفسية، يمكنني أن أقول بأنني، نعم، شاركت مشهد وقوع عون على الأرض على فيسبوك لأن الأمر مضحك بكل بساطة.

ويجب التوضيح أنه، طبعاً في اللحظات الأولى من مشاهدة هذه السقطة، اعترتني مشاعر قلق أو نوع من الخوف كون أن الرئيس اللبناني يبلغ أكثر من 82 عاماً – العمر كلو – إلا أن معرفة أنه بخير واستطاع الوقوف لاحقاً ولم يتعرض للأذى جعل الموقف يتسم أكثر بالطرافة.

الضحك المستمر

وبعيداً عن عون، ضَحِك ويستمر العديد من الناس بالضحك، عند مشاهدة وقوع الممثلين في المسلسلات أو الأفلام أو المسارح، أو ربما مذيعة على إحدى القنوات التلفزيونية، كما يشارك العديد من مستخدمي منصات التواصل مقاطع تظهر تعثر أشخاص فوق حواجز أو في حفر أو حتى “على قشرة موز”، الأمر مضحك بطبيعة الحال ولا يمكن إنكاره.

واستذكر هنا بعض نوعاً من مقاطع الفيديو التي تتربع على قائمة الأكثر مشاهدة، وعن حوادث يتعرض إليها مجموعة من الأشخاص العاديين.

وفي الإطار ذاته، وربما رداً على كل من انتقد نشر المزاح والنكات حول سقطة الرئيس، قامت ابنة ميشال عون، كلودين عون روكز، بالسخرية من الحادثة قائلة “ما بقى رح انتقد الكرش يللي حماك”.

ماذا بشأن الإمارات؟

وبإطار القمة العربية نفسها، تم تسجيل تعثر نائب رئيس دولة الإمارات محمد بن راشد آل مكتوم أيضاً، وذلك عند ترجله من الطائرة لدى وصوله إلى مطار الملكة علياء في الأردن.

ولكل من يريد أن يشير إلى سبب كثرة المزاح حول سقطة ميشال عون وليس على سقطة محمد بن راشد، فقد يكون الجواب الوحيد يكمن في أن لبنان أشبه بغابة يتسارع السياسيون إلى اقتناص الفرص لزيادة أرباحهم والاهتمام بأعمالهم بعيداً عن مصلحة اللبناني، وربما أكبر دليل على ذلك المشاريع المشبوهة التي لا تزال تلك الطبقة السياسية تمررها وتتقاسم الثروات بين أعضائها، لذا انتقاد السياسيين وتركيب النكات عليهم أصبح واحدة من سمات اللبناني عبر مر السنوات الماضية.

أما في الإمارات، فحدث ولا حرج عن الإنجازات التي يتم تسجيلها يومياً في سبيل إسعاد الوافد كما المقيم، ورفع من مستوى المعيشة على زيادة التقديمات والاهتمام بمصلحة الدولة بكامل تفاصيلها انطلاقاً من حاجات المجتمع، لذا لا يمكنني سوى أن أعارض أو أحتج على إطلاق النكات حول مسؤول إماراتي يعمل على إسعادي والاهتمام بشجوني، ودليل على ذلك تربع الإمارات في المرتبة الأولى عربياً على قائمة الدول الأكثر سعادة، فيما يأتي لبنان في المرتبة العاشرة عربياً.