الشعب يريد إسقاط النظام ديمقراطياً بدون الإقتراب من الإسلام

بالمبدأ أنا مسلم.. ولكن أن يتم وضعي في غرفة مع باقي المسلمين، فأرفض أن يقال أننا مسلمون، ليس لانني أفضل منهم إسلامياً ولكن لأنهم بعيدون كل البعد في تصرفاتهم عن الإسلام الذي يناشدون به وينص عليه الدين الإسلامي ويقومون بتحركاتهم باسم الله.

المسألة أن هناك فيلم، وأنا لا يمكن إطلاق عليه فيلم، ولكن ماشي الحال، هناك فيلم الشخصيات فيه تتكلم اللغة الإنكليزية ويدور موضوع “الفيلم” حول النبي محمد. ولعل العنوان المنتشر في أقصاع الدول العربية وخصوصاً الإسلامية أن الفيلم هو “فيلم إباحي مسيء للنبي محمد”.


والفيلم، وإن لم أشاهده كله حتى اليوم ولكنني شاهدت مقاطع منه، يبدأ من خلال مشهد حيث يعتدي مجموعة من المسلمين على صيدلي عربي مسيحي مع الدلالة على تواطئ جموعة من رجال الشرطة وتسهيلهم لهؤلاء المسلمين إتمام مهمتهم، ومن ثم ينتقل الفيلم للحديث عن بداية حياة النبي محمد ومن ثم يبدو النبي محمد مع مرور الوقت على أنه هو وصحابته مجموعة من المتطرفين هواة العنف والدماء والدعارة، وهذا إلى جانب كون القرآن هو كتاب بدأ من خلال جمع أكثر من كتاب ديني ومن ثم بآيات يستهويها محمد (في الفيلم) من حياته الواقعية.

والملفت بالأمر أن الفيلم اكتشفته احدى الوسائل الإعلامية المصرية من خلال دعاية قصيرة مدبلجة إلى اللغة العربية وتبلغ مدته 14 دقيقة على موقع يوتوب من خلال حساب فرد يطلق على نفسه اسم “سام باسيل”.
يشار إلى ان الفيلم الأصلي هو بعنوان “براءة المسلمين” وقد أخرجه وإنتجه متعهد بالتطوير العقاري في ولاية كاليفورنيا الإسرائيلي الأميركي سام باسيل.

وهذا الفيلم بعد أن أعادت بثه القناة المصرية قد نتج عنه العديد من أعمال العنف أمام السفارة الأميركية في القاهرة في مصر إضافة إلى إنزال العلم الأميركي من على السفارة، وهذا إضافة إلى ما سجل اليوم من الإعتداء على السفارة الأميركية في ليبيا ومقتل السفير الأميركي إلى جانب 3 آخرين من الموظفين داخل السفارة في بنغازي وأثناء كتابتي لهذه الأسطر يقوم محتجون بإحاطة السفارة الأميركية في تونس وكل هذا تحت شعار “إسلامي إسلامي.. حق نبينا لا يموت” و”الموت لأمريكا”.

والآن إلى الكلام الفعلي، طيب ماشي، النبي محمد على الراس والعين، ولكن هل قال النبي محمد على أنه يجب الأخذ بحقه بهذه الطريقة، لا بل هل الحق يأخذ من السفارة الأميركية؟ أو من خلال الشخص الذي قام بتصوير هذا الفيلم وإنتاجه؟ المشكلة أن الغريزة الدينية هي بجد الأفيون الذي يعمل كالزيت على النار ويجعل المنطق لا يظهر ويختبئ

من المؤكد به أن نصرة النبي لا يكون بهذه الطريقة، وسؤالي لمن يقومون بهذه الأمور، هل تذكرون الهمجية التي شهد عليها لبنان أيام الإعتداء على السفارة الدنماركية في بيروت، والتي جعلت المنطقة المحيطة بالسفارة أشبه بساحة خراب والأسوء من كل ذلك أن المتظاهرين كسروا وحرقوا كل ما بطريقهم دون الإقتراب حتى من السفارة بحد ذاتها وكل هذا تحت حجة النبي محمد؟

كما أنني أتوجه إليهم بالقول أن قتل السفير الأميركي والإنتقام من الدولة الأميركية ليس الحل، ترويع الآمنين والمدنيين ليس الحل، الدفاع عن النبي بالخراب ليس الحل.. هناك بالتأكيد حلول أخرى.

ولكل من يريد أن يشاهد الفيلم، فأنشر لكم في أسفل الصفحة فيديو لمجموعة من مشاهد مأخوذة من الفيلم الأساسي .

وبالطبع بعد مشاهدة مقاطع من الفيلم ستقول أيها القارئ: ولما كل هذه الضجة على هذا الفيلم! التصوير سيء، والمونتاج سيء، والصوت يبدو وكأنه تم التلاعب فيه، والتصوير يبدو رخيصاً، والأهم من كل ذلك أن هذا الفيلم بطوله وعرضه لا يمكن أن يصل إلى صالات السينما لأنه نوعيته رديئة جداً جداً جداً جداً.

ولعل جهل البعض في لبنان والعالم العربي بهذه الأمور إضافة إلى ما يبدو إعلان الجهاد قبل مشاهدة الفيلم الأصلي أو حتى الجزء الدعائي منه هو دليل على التحرك بطريقة غبية وبتحريك الغرائز و”يا غيرة السدين”.

وما لفتني اليوم أن الجامعة العربية نددت بالفيلم حيث وصف نائب الامين العام للجامعة العربية السفير أحمد بن حلي إنتاج الفيلم المسيئ إلى الرسول العربي والذي حمل اسم “محمد نبي الإسلام”، بالاستفزازي والمرفوض والمدان، مشدِّداً على أن احترام المقدسات والرموز الدينية هو مبدأ أساسي أقرته الأمم المتحدة، لا بل ان الأمر لا يقف عند هذا الحدود، فحتى حزب الله أعرب في بيان اصدره اليوم بدأ بجملة واضحة أن من أصدر البيان لم يشاهد الفيلم حيث نص البيان أن “الفيلم الذي عُرض في الولايات المتحدة” وهو لم يعرض إلا على اليوتوب، مضيفاً أن الفيلم يعكس موقف حقيقي صهيو-أميركي من الإسلام والمسلمين داعياً إلى “وقفة إسلامية ـ مسيحية على أعلى المستويات”.

يا عالم..كفانا تغذية سلبية لصورة الإسلام والمسلمين، كفانا غباءً.. إن كنا نريد إسقاط أنظمة ديكتاتورية فلنبدأ من عقليتنا المتحجرة وطريقة التفكير الخاصة بنا المتعفنة والمتخلفة لأنها هي التي تعدنا وبكل سهولة نرجع إلى أيام التخلف ونبتعد عن الديمقراطية وحرية التعبير كما حرية اللجوء إلى المحاكم من أجل رفع دعاوى على من يسيء إلينا أو من أجل فقط إسترداد الحق إلى أصحابه.

ولكل من ظل حتى الآن على فكرة القيام بالتظاهرات وإحراق السفارة الأميركية وما شابه من التحركات، أقول له: هل ألقيت نظرة على مقاطع الفيديو التي تدعو على سبيل المثال إلى الإلحاد، أو التي تدعو إلى عدم التصديق بوجود إله واحد؟

وفي النهاية، الحمد لله أن لبنان على أبواب استضافة البابا بنديكتوس السادس عشر وإلا كان ربما كانت الشوارع الآن ممتلئ بالسلفيين وعوكر لأصبحت الآن منطقة أمنية مغلقة تماماً.

هل قرأتم المواضيع التالية؟

عندما يخرج أعضاء النادي للمطالبة بتغيير النظام

ست مراحل لمقتل بن لادن على الإنترنت

طعنة جديدة للإسلام من تافه أميركي

جدول زمني رائع عن “ربيع” العرب

جريدة “اللّواء”..اسمحيلنا فيها

حصرياً..قصّة وصور محرقة المسيحيين

4 replies on “الشعب يريد إسقاط النظام ديمقراطياً بدون الإقتراب من الإسلام”

  • mohamad salah ossman September 12, 2012 at 6:08 pm

    لا يغير ما بقوم حتى يغيروا ما بانفسهم

    • Ghazayel September 12, 2012 at 6:33 pm

      طبعاً كلام صحيح مئة بالمئة

  • زهرة لوتس January 23, 2013 at 10:39 am

    تشرفت بالمرور إلى مدونتك ذات المحتوى المميز.. دمت على خير.

    • Ghazayel January 23, 2013 at 10:53 am

      شكراً على هذا الرد الجميل 🙂 وساقوم بمتابعتك على تويتر أيضاً 🙂

Comments are closed.