إعتصام الجامعة اللبنانية ينتهي بواحد لحزب الله وآخر لحركة أمل

كطالب في الجامعة اللبنانية، يهمني دائماً ان أرى جامعتي في أعلى المراتب العلمية في لبنان وحول العالم، ولكن هذا الأمر كما نعرف على الأرض الواقع قد يكون بعيداً عن ما نحلم به بسبب العديد من العوامل.

تجاه هذه المسألة، من المهم القيام بتحركات ضد السياسة الحالية المتبعة في الجامعة اللبنانية التي كطلاب في تلك الجامعة أعرف المآسي التي يمر بها الطلاب خلال السنة الدراسية بسبب العديد من الأمور أهمها قد يكون هو الفساد المتفشي داخل الجامعة.

منذ بضعة أسابيع، لفتني على موقع التواصل الإجتماعي “فايسبوك” نداء لطلاب الجامعة كي يتظاهروا أمام كلية الآداب والعلوم الإنسانية – الاونيسكو ضد استمرار التعطيل في الجامعة اللبنانية وإقراراً لمطالب الأساتذة الجامعيين. ولكن ما الذي حصل فعلاً؟

الشيء الجيد في هذا الأمر هو تحرك الطلاب للمطالبة بمثل هذه الامور، قد يكون أهم مطلب هو عودة التدريس في صفوف الجامعة كي تستعيد الحياة الدراسية نشاطها، وأعود وأذكر أن الشيء الجيد هو التحرك ولكن عندما شاركت في هذا التحرك اليوم (الإثنين)، لاحظت الكثير من الأمور التي لم ارضى عنها على الرغم من تأييدي لتلك الحركات الإحتجاجية وهي:

أولاً: الإعتصام جاء بدعوة فردية من مجلس فرع الطلاب في كلية الآداب – الجامعة اللبنانية فرع الأونيسكو، طالبين من الجميع الإنضمام إليهم دون أن يكون هناك تنسيق مع طلاب كلية الآداب بحد ذاتها لتشجيعهم على المشاركة.

ثانياً: بعد التكلم مع أحد المنظمين لهذا التجمع، أوضح لي أن هناك تحرك آخر ينظمه مجالس طلاب أخرى في الوقت نفسه في مجمع رفيق الحريري الجامعي- الحدث. وتبين من خلال بعض الاحاديث أن تحرك الأونسكو مدعوم من حركة أمل، اما تحرك الحدث فهو مدعوم من حزب الله.

ثالثاً: وهي نقطة مهمة أيضاً، إن الطلاب ما زالوا نائمين في سبات عميق، لا يعرفون مصلحتهم، وما زالوا يفرحون بتمديد عطلة فصل الصيف.

رابعاً: لم يتم التنسيق بشكل فعال مع باقي الكليات بشأن هذا التحرك، حتى تلك المجاورة لبعضها البعض (باقي أقسام كلية الآداب، وكليتي الإعلام والتربية).

خامساً: لفتني في أمر الدعوة أنها جاءت على ما يلي وهنا أذكر مقطع منها “لنذهب غدا جميعا تحت سقف مجلس طلاب الفرع دون أي شعارات حزبية أو طائفية لأننا كلنا أبناء جامعة واحدة ومعاناتنا معاناة واحدة وأرجو دعوة الجميع“. والسؤال يطرح نفسه، ما القصد بجملة دون أي شعارات حزبية أو طائفية، في وقت يمكن تغرق الكلية في بحر من الشعارات والصور الحزبية التابعة لحركة أمل، بالإضافة إلى أن البيان الذي تلي في الإعتصام يبدأ باقتباس لكلام الإمام موسى الصدر إذ لم أكن مخطئاً؟! “إن الطلاب هم أولى الناس في خدمة المحرومين.. فكيف إذا اصبح الطلاب هم المحرومين”

سادساً: لم أفهم بالتحديد معنى اليافطة التي رفعت على مبنى قسم علم النفس في كلية الآداب والتي كتبت عليها “Where is our government?”، مع العلم ان وقعها باللغة العربية هو أقوى.

سابعاً: المشاركين في الإعتصام توزعوا على الشكل التالي من الأكثر عدداً إلى الأقل: الإناث، الجالية السورية (الأجانب)، واخيراً ذكور.

ثامناً: مراسل قناة “المنار” التلفزيونية بكل وضوح يسألني، بعد أن أوضحت له أنني لست مرسلاً من أي حزب ولا أشارك تحت إسم أي حزب  ولكنني من ضمن “الحركة الطلابية لإصلاح الجامعة اللبنانية“، يعود ويسألني “يعني إنت مش من أي حزب، صح؟” فأعود وأكرر له أنني مجرد طالب في الجامعة، فبكل هدوء ينسحب من امامي ولا يريد أن يسألني عن رأيي في الإعتصام.

تاسعاً: إذا أراد أي شخص أن يبدي برأيه أمام آلات التصوير التابعة للوسائل الإعلامية، لازمه إلى جانبه عنصراً من عناصر حركة أمل ليسمع إلى ما يقوله، بحيث يمكن القول أنه منتظراً لإستعمال “مقص الرقابة” في الوقت الضروري.

فبعد ان اشرت إلى النقاط السابقة، فتحية إلى “الحركات الإحتجاجية” وتحية أكبر إلى الطلاب الواعين بشأن مستقبلهم الذي ينتظرهم.

إلى من يهتم بما ورد في الكلمة التي القيت بإسم مجلس فرع الطلاب، أورد لكم بعض المطالب والنقاط.

–          المطالبة بإقرار سلسلة الرتب والرواتب.

–          التأكيد على الإصلاح في الجامعة اللبنانية.

–          العمل على تعيين رئيس وعمداء للكليات وإحياء مجلس الجامعة.

–          المطالبة بزيادة ميزانية الجامعة.

–          المطالبة بمختبرات وتجهيزات ووسائل علمية.

–          المطالبة بقانون التفرغ للأساتذة وشمول المتقاعدين في السلسلة الجديدة.

–          سجلوا ملاحظات على توقيت الإعتصام متخوفين من أن تذهب الإمتحانات ادراج الرياح

–          تمنوا في النهاية أن لا تتعقد الأمور خصوصاً “أن الحكومة الحالية تعد افضل من الحكومات السابقة”.

–          تحقق طلبهم بأخذ موعد للقاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذين سيلتقون به هذا الإسبوع.