علمت مصادر رفيعة المستوى أن النائب في البرلمان اللبناني سيمون ابي رميا هرع صباحاً إلى دارة رئيس تكتل الإصلاح والتغيير النائب ميشال عون مطالباً إياه بالإنتباه من مغبة قيام القضاء بالوصول إليه في عدة ملفات هدد بعض غرمائه الكشف عنها في وقت سابق.
وكانت وكالات الأنباء قد أشارت في أواخر الشهر الماضي عن قيام فابيان بلينو أبي رميا زوجة أبي رميا، والتي تعمل أيضاً كنائب في البرلمان الفرنسي، بزيارة الرئيس السوري بشار الأسد في إطار لجنة نيابية فرنسية لدعم الرئيس السوري.
وأفصحت بعض المصادر، عن عقد إجتماع مغلق بين أبي رميا والأسد، بمبادرة طلبها زوجها، حيث تم التداول ببعض الملفات اللبنانية، ولا سيما وضع رئيس حزب التيار الوطني الحر عون بعيد التهديدات التي تلقاها بفضح الملفات التي سلطت على رقبته.
وكان لافتاً قيام الأسد بطلب أبي رميا إيصال رسالة إلى عون من خلال زوجها لطمأنته أن القيادة السورية لم تتلكأ يوماً عن دعم حلفائها أينما كانوا وفي أي ورطة يمكن أن يقعوا فيها خصوصاً في المرحلة الصعبة التي تمر على لبنان وسوريا والمنطقة العربية بأجمعها.
وكان بادياً يوم أمس الإرتياح على وجه عون خلال مؤتمره الصحفي، مما يمكن أن يشير أن الملفات التي كانت بدأت تهتز أسفل رجليه قد هدأت قليلاً.
إلا أن مضمون إتصال هاتفي جرى صباح اليوم الثلاثاء من قبل زوجة سيمون أبي رميا كان كفيلاً بإعادة الخوف إلى قلب النائب اللبناني أبي رميا، الذي استقل سيارته صباحاً متجهاً إلى الرابية لإيصال رسالة عن آخر المستجدات التي حصلت في فرنسا.
فالساحة السياسة في فرنسا استفاقت اليوم على خبر قيام السلطات الأمنية بإلقاء القبض على الرئيس الفرنسي السابق نيكولا ساركوزي بتهمة استغلال النفوذ في إجراء غير مسبوق.
إذ حسب المعلومات المؤكدة، فالرئيس ساركوزي استغل نفوذه عندما كان يتولى الحكم في فرنسا وقام بإغراء أحد المسؤولين الإداريين بوظيفة رفيعة إذا قام الأخير بهريب بعض المعلومات السرية التي أرادها الرئيس السابق.
وأكدت بعض المصادر المقربة من الرابية، أن عون بادر بعد سماع كامل القصة بالقهقهة على الأمر الذي اعتبره أبي رميا طارئاً، حيث سأله “وهل نحن فاسدون يا سيمون؟ إن كل من يتكلم عن الفساد ولا يقاومه هو فاسد، وكل من يعمم ان الطبقة السياسية فاسدة هو فاسد وكاذب، ولذلك لا نتهم أحداً بملفات قد تطالنا ونحن نرفض هذه الاتهامات من أي موقع جاءت”.
وأشارت بعض المعلومات التي سربت من لقاء موسع جرى بين الثنائي أبي رميا وعون لاحقاً إلى أن عون أوضح أنه طوّر مفهوماً عبر السنوات السابقة والتي ظهرت إبان توزير صهره جبران باسيل وكيف شدد على عدم الإستغناء عنه، وكيف قام بإثارة البلبلات السياسية أثناء المطالبة بتعيين صهره شامل روكز في قيادة الجيش اللبناني، مشدداً ان
هذه السياسية باستغلال النفوذ سرت أيضاً على البيت الداخلي للتيار الوطني الحر مع إبعاد عصام أبو جمرا.
وأوضح عون أمام زواره أن الطريقة الوحيدة للقيام بذلك بعيداً عن أعين القضاء، الذي لن يتحرك أصلاً، هو رفع شعار الوحدة الوطنية، وحقوق المسيحيين، إضافة إلى باقي الشعارات المذهبية والطائفية التي، بحسب عون، لا يمكن للشعب اللبناني الإستغناء عنها.
ودعا عون في ختام زيارة أبي رميا إلى عدم متابعة الأخبار الفرنسية والأوروبية بشكل عام وعدم محاولة رؤيتها من المنظور اللبناني.
* من خيال مواطن لبناني يضحك على نفسه إبان سماع أخبار محاسبة رؤساء ونواب ووزراء في القضاء
* ليس المستهدف من هذا النص ميشال عون فقط، بل كامل الطبقة السياسية اللبنانية