كان من المفترض أن أقوم يوم أمس بنشر تدوينة بذكرى عدوان تموز 2006، إلا ان الإنفجار الذي حدث في منطقة الرويس منعني من نشره.
ليس لأنني قررت أن اغير آرائي وأفكاري، بل لأن كلاماً آخراً إضافياً أريد قوله ولا يأتي في سياق عدوان تموز.
مما لا شك فيه أن الإنفجار الذي حدث أخيراً إضافة إلى الإنفجار السابق يؤكد على مقولة أن الأمن سائب تماماً في لبنان، والحق يقع بطبيعة الحال على الدولة اللبنانية بأجهزتها الامنية والعسكرية.
وأن قيام حزب الله باتخاذ الإحتياطات الامنية، رغم من وجود العديد من الأسئلة حول هذا الامر هو بالطبع ليس كافياً ولكنها بالطبع تسد جزءاً من الفجوة الامنية التي يعاني منها لبنان والتي كما وضعها وزير داخلية تصريف الأعمال مروان شربل بقوله بأن “الصدفة فقط هي ما يحمي لبنان”.
لا أدري إن انتبه البعض إلى غيابي “الفاعل” على مواقع التواصل الإجتماعي من بعد إنتشار أخبار وصور وتعليقات إنفجار منطقة الرويس.
هذا كله لأنني بكل بساطة علمت عن وقوع الحدث وهذا هو المهم، وأن آخر شيء كنت أريده هو أن أقدم لنفسي صداع ضخم قد لا ينتهي مع استمراري قراءة ومشاهدة السم الذي ينتشر في كل مرة على شبكة الإنترنت هنا وهناك.
وربما ما أضاف ملح إلى الجرح هو تلك المجموعة، التي أقل ما يقال عنها انها تافهة، لتطلق على نفسها اسم “سرايا عائشة”.
وصلني صباح الأمس رسالة، مشكورة من صديقة، تقول لي انني بشكل معين أهين الدين الإسلامي من خلال كتاباتي، وهذا بالطبع ما لا أريده، إلا أنني عندما سمعت عن اسم هذه المجموعة، لم يكن بإمكاني إلا القول ان العالم يفتقد يوماً بعد يوم للمسلمين، ومن منطلق آخر يمكن القول أن العالم يبتعد يوماً بعد يوم عن الإسلام بسبب تلك الامور.
لا أريد خوض معركة دينية هنا ولكن هذا الامر يثير الإشمئزاز.
بالعودة إلى ما حصل، وعلى الرغم من الخروقات الامنية ذات الجهات المتعددة في لبنان، والتي نعرف البعض منها، إلا أن حزب الله يجر البلد يوماً بعد يوم إلى آتون حرب مفتوحة لا تعرف لا حدوداً ولا أخلاقاً.
فحزب الله الذي يجاهر بالقتال في سوريا، لم ينتبه إلى الداخل اللبناني، ولا حتى إلى منطقة ضاحية بيروت الجنوبية والتي تعتبر معقلاً له.
رئيس المجلس النيابي الممدد له نبيه بري، وفي أكثر من لقاء أكد على أن التمديد للمجلس أتى بظل تدهور الوضع الامني الذي لا يسمح بإجراء الإنتخابات، وبإنتظار ان تتحسن الأوضاع السورية حتى ينعكس ذلك إيجابياً على لبنان.
ولكن على ما يبدو، فإن الازمة السورية تتدهور في الداخل اللبناني أكثر ساعة تلو ساعة، عبر الإزدياد الدائم لتوافد اللاجئين السوريين أو عبر التفجيرات التي على ما يبدو ما زالت في حلقاتها الأولى، ولست هنا لكي أقول ان على الدولة أن تكون حاضرة وأن تفعل شيئاً على الأقل، لاننا كلنا نعرف أن 4 سنوات + فترة التمديد، لم ولن تكون سوى من أجل المصالح الإنتخابية والنفوذ السياسي أكثر من ما هو لإعطاء اهمية للمواطن اللبناني الذي لا هم له الأخير سوى قوته اليومي له ولعائلته بعدما سلب السياسيون منه كل مقومات الحياة، ولكن لا بد للمنطق أن يعود كي يرى هؤلاء ان التفجيرين الاخيرين في الضاحية ليسوا سوى من نتائج تدخلهم في الثورة السوري.
وعليه فإن استمرار الوضع السياسي الحالي الغائب عن السمع تماماً عن المواضيع الوطنية، يحتم ضرورة إيقاف تقديم الحجج للقيام بالأعمال الإرهابية والإجرامية في أكثر من منطقة، لان تلك هي الطريقة الوحيدة من أجل إزاحة الظلم عن “الضاحية المظلومة”.
هل قرأتم التدوينات التالية؟
ستيفاني أيوبي..هل تتوج وزيرة للسياحة في لبنان؟
100 شخص من الضروري متابعتهم في لبنان
لهذه الأسباب لن ينتخب المغتربون – السفارة اللبنانية في بلجيكا مثالاً
One reply on “لا تظلموا الضاحية المظلومة”
mkleit August 16, 2013 at 10:56 pm
Reblogged this on Kleiteria.
Comments are closed.