لا تزال الطريقة التي يتعامل فيها موقع فيسبوك مع المحتوى الذي ينشئه المستخدمون مبهم لدرجة كبيرة، فالقوانين المتعلقة بالمناشير، تطبق بطريقة إنتقائية، خصوصاً فيما يتعلق بمسح/منع محتوى واضح تماماً في معارضته لقوانين استخدام الموقع أو ما يسمى “المعايير المجتمعية”.
وبالطبع مع استمرار تزايد عدد مستخدمي فيسبوك، الذي وصل إلى قرابة مليار ونصف المليار مستخدم نشط بحسب موقع ستاتيستا للإحصاءات، لا بد لهذا الموقع أن يقوم بتطوير طريقة التعامل مع الشكاوى والتقارير التي يتلقاها على المنشورات، وهذا ما دعاه في مارس (آذار) من العام الحالي إلى تعديل تلك القوانين كي تتلاءم مع هذا العصر ومشاكله الإلكترونية.
https://vimeo.com/122138817
معارضة القوانين المجتمعية
وتضمنت التعديلات الأخيرة تركيزاً على “الكلام الذي يتضمن كرهاً”، العري، الجنس الإنتقامي، الصور المؤذية، مواد تشجع على العنف، منشورات تهديدية، وغيرها من البنود التي تعرّض تلك المواد إلى المسح وقد تصل الإجراءات إلى إغلاق الحسابات أو الصفحات.
Explaining Our Community Standards and Approach to Government Requests
وكان فيسبوك وإنستغرام، المملوك من الأول، تعرضا لحملة كبيرة على الإنترنت بسبب عدم القيام بما يتوجب عليهما تجاه التقارير التي يرفعها المستخدمون عن المنشورات المسيئة، والتي تعارض قوانين الموضوعة، خصوصاً من ناحية الجنس الإنتقامي أو المنشورات التهديدية.
تحركات
من جهة، شُنت حملة واسعة ضد تلك المنصتين لقيامهما بإزالة منشورات ادعيا بردودهما أنها تعارض القوانين لأنها تظهر مشاهد عري، على سبيل المثال الحملة ضد الرقابة على صور الرجال والنساء الذين أجروا عملية إزالة الصدر، لأسباب طبية،
وانطلقت حملة أخرى في بداية العام الجاري تحت عنوان “#Brelfies” بسبب استمرار فايسبوك وانستغرام بإزالة صور أمهات خلال ارضاع أبنائهن، على الرغم من عدم ظهور ما هو مشين في تلك الصور، ما أجبر شركة فيسبوك على إحداث تغييرات في كيفية تعاطي الرقابة على الصور.
المثال المصري
ومن جهة ثانية، تستمر “الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة” التابعة للجيش المصري بنشر صور تظهر جثثاً، عدد كبير منها مشوه وغير مناسب لجميع مستخدمي موقع فايسبوك.
الصفحة الرسمية للمتحدث العسكري للقوات المسلحة
إذ منذ يومين، شنت جماعة بيت المقدس التابعة لتنظيم داعش هجمات على الجيش المصري، ما دعا بالأخير للقيام بواجبه للدفاع عن نفسه وعن البلاد.
أما على الصفحة المذكورة، فتم نشر يوم أمس أكثر من 80 صورة لجثث القتلى “من العناصر الإرهابية الخسيسية التي تم القضاء عليها” تعكس حدة الاشتباكات التي حصلت، والتي توزعت ما بين جثث الإرهابين مضرجة بالدماء بلباسهم العسكري إلى جانب أسلحتهم، وبين صور لأسلحة تم الإستحواذ عليها من قبل الجيش المصري وإلى جانبها اعلام للتنظيم الإرهابي، وحظيت تلك الصور عدداً كبيراً من إعادة النشر والإعجابات والتعليقات تفوق مئات الآلاف.
ومع العلم بأن الصفحة تمتلك لعلامة التوثيق الزرقاء، ولديها ما يقارب 5 مليون معجب، إلا أن إدارة موقع فيسبوك لم تتحرك تجاه تلك الصور التي تناقض بشكل علني “المعايير المجتمعية”، خصوصاً من جهة عرض صور التي تظهر العنف والأذى ولا تناسب جميع مستخدمي الموقع.
محاولة الإعتراض
مع كون الصفحة عبارة عن منصة للنشر لا للتفاعل، حاولت التواصل مع إدارة الموقع، من أجل إرسال تحذير للقائمين على الصفحة بشأن صور الجثث عبر إرسال تقرير – ريبورت.
إلا أن الرد الوحيد الذي حصلت عليها من قبل الموقع “ارتأينا أن تلك الصور لا تنتهك معاييرنا المجتمعية”، وليست هذه المرة الأولى التي أحاول إرسال شكوى بخصوص الصور التي تنشر من دون أي تمويه للجثث أو إنذار بمدى شناعتها.
هل تسري القوانين المجتمعية على الجميع أم هي انتقائية بحسب الجهات التي تقف وراء الصفحات أو الحسابات؟