“لا، هي ليست مسرحية ولكنها تدريب على الطاعة على المسرح” بهذه الكلمات يصف المخرج والممثل جُنيد سري الدين المسرحية التي يشارك بها إلى جانب فرقة زقاق بعنوان “أليُسانة” على مسرح مونو في بيروت والتي قدمت بالامس عرضها الاول امام الجمهور الذي ضم مدير مركز إبسن للدراسات في جامعة أوسلو.
“أليُسانة” والتي هي بالأساس اسم قرية في قرطبا، نفي إليها الفيلسوف العربي إبن الرشد، تستعين بها فرقة زقاق من اجل تقديم عمل مسرحي يسائل النمط السلطوي الذي يحكم المجتمع والدين والمسرح في آن واحد.
ويشرح المنظمون من خلال المطبوعة التي تحصل عليها عند مدخل المسرح، ان نص العمل المسرحي يقدم من خلال مقتطفات من التاريخ نص “الامبراطور والجليلي” للكاتب النروجي هانريك ابسن من اجل تقديم عمل يحاكي الصراع السلطوي القديم في السماء وعلى الارض. “انها قصة فرقة مسرحية منفية ومعزولة يتدرب أفرادها على الطاعة علّهم يتدجنون”.
وقام موقع “النشرة فن” بإجراء مقابلة مع سري الدين للوقوف على هذا العمل الجديد، وقد أوضح الأخير أنه بسبب غياب الترجمة العربية لهذا النص، كان على المجموعة أن تترجم مقتطفات من المسرحية الأصلية والعمل عليها “كون العمل الذي نقدمه على المسرح هو مقتبسات عن المسرحية الأصلية وقد قمنا ببعض الإضافات عليها، كان علينا أن نختار اسما جديدا للمسرحية فكان “أليسانة – تدريب على الطاعة”.
ويشرح سري الدين عن اختيار اسم أليسانة بالقول إنه تعبير عن العزلة التي قد يعاني منها أي مفكر او فنان او مثقف او فيلسوف وتدريب على الطاعة بحيث تدل كيف ان المنفى هو وسيلة تدريب على الطاعة والانصياع للسلطة وبالتالي إظهار العلاقة ما بين الدين والسلطة.
وبالإستعانة بالأمور التاريخية المنصوصة في المسرحية، فإن الإمبراطور يحاول أن يعود بالديانة الرومانية إلى الوثنية بعد أن كان قد تحول إلى الدين التوحيدي، إلا أن المشاكل التي عانى منها في تحقيق ذلك أدت إلى مقتله وبالتالي الى ترسيخ فكرة الإمبراطورية الرومانية كإمبراطورية مسيحية، وهذا الأمر، كما يرى سري الدين، تم الإلتفات إليه على الواقع الحالي من خلال الإشكالية التي ولدت في العلاقة ما بين الدين والسلطة وهذا ما يتبين أكثر من خلال مقولة “اعط ما لقيصر لقيصر وما لله لله”، “وخصوصاً أنها عادت إلى الواجهة مع “الثورات” العربية إضافة إلى نظام الحكم في لبنان، وهذا الأمر يتم من أجل مساءلة هذا الموضوع الذي لا جواب عليه”.
وعن العمل على المسرحية، أوضح سري الدين أن العمل الفعلي استمر لحوالى ثلاثة أشهر بعد قراءة طويلة للنص باللغة الإنكليزية والذي يبلغ قرابة الـ600 صفحة، في الوقت الذي يعتبر سري الدين أن هذا النص مهم لأنه يذكر العالم ببداية نشوء الأديان. وفي الوقت عينه أعلن سري الدين أن فرقة زقاق للمسرح قد بدأت فعلياً بترجمة العمل إلى اللغة العربية إلا أنه لفت إلى ضرورة الدعم من أجل إنجاح هذا الأمر وإكماله حتى النهاية.
ويشار إلى أنه في نهاية المسرحية، كانت هناك حلقة نقاش حول المسرحية وأبعادها بين الجمهور وفريق العمل وقد انضم إليهم على المسرح هيلاند.
يذكر ان المسرحية التي يستمر عرضها حتى 13 كانون الثاني هي من انتاج أحمد غصين، رنا عيسى، وهيلا سيلجهولم إضافة إلى فريق الممثلين الذي يتألف من جُنيد سري الدين، لميا أبي عزار، دانيا حمّود، مايا زبيب، علي شحرور، هاشم عدنان، وفريق العمل الذي توزع كالتالي:
دراماتورجيا جُنيد سري الدين وعمر أبي عازار، مساعد مخرج جوزيف قاعي، سينوغرافيا نتالي حرب ومساعدها غسان حلواني، تصميم وتنفيذ الاضاءة كوباياشي، أزياء ريّا مرقس، إيقاع خالد ياسين وهذا الى جانب مصممي الملصق غسّان حلواني و”معجون”، وتصوير رندا ميرزا.
ملاحظة: إن هذه التغطية الصحفية قد أزيلت من موقع “النشرة فن” بعد مرور أكثر من يوم على نشره بسبب بعض المشاكل التقنية، ولذلك أعود وأنشرها هنا بسبب جمالية المسرحية.
هل قرأتم المواضيع التالية؟
عندما يخرج أعضاء النادي للمطالبة بتغيير النظام
ست مراحل لمقتل بن لادن على الإنترنت
إعتصام الجامعة اللبنانية ينتهي بواحد لحزب الله وآخر لحركة أمل
2 replies on “أليُسانة الدين والسلطة .. معركة شرسة على مسرح مونو”
Issam Masri January 16, 2013 at 6:53 pm
قرأت إسمك بين أسماء الممثلين في المسرحية. بعد أن تابعت القراءة لم أجد شيئاً آخر. هل أنت تشترك في التمثيل أم لا؟ على كل حال أتمنى لك النجاح في كل ما تفعله. ل
Ghazayel January 16, 2013 at 7:30 pm
لا لست أنا من الممثلين، بل كنت أنا الصحافي الذي يغطي المسرحية من أجل موقع “النشرة”.
شكراً خال
Comments are closed.