تعالوا نناقش بجدية مشروع حديقة اليسوعية

 “محمود.. كيف بإمكاني الوصول إلى حديقة اليسوعية؟”، سؤال طرحه احد أصدقائي “الأجانب” المقيمين في بيروت من اجل المشاركة في تظاهرة اليوم ضد مشروع إزالة الحديقة العامة الموجودة في منطقة الجعيتاوي في بيروت- حديقة اليسوعية“..

صديقي هذا الذي يرى ربما لحظة سانحة له أن يشارك في تحرك يعتبره، كما بعض اللبنانيين، شرارة من أجل إنطلاق مظاهرة أشبه بالتي تعيشها تركيا في هذه الأيام، سيصطدم عاجلاً أم آجلاً بالواقع المختلف عن ما يتخيله.

حتى انا، على صعيد آخر، كنت متحمساً من اجل المشاركة في هذا التحرك، ولكن استوقفتني بعض النقاط في اليومين الماضيين، خصوصاً بعد رؤية اليافطات التي رفعت بالقرب من الحديقة تدعو للمضي في هذا المشروع.

أولاً، يجب أن نكون واقعين أن الشعب اللبناني عليه أن يقوم بالعديد من الخطوات كي يصل إلى مرحلة يكون بإمكانه أن يعبر عن رأيه بصراحة دون أن يكون مرتبطاً بالسياسيين. ثانياً، من الصعب ان يحصل هناك أي تحركات في لبنان في هذه المرحلة تشبه تحركات تركيا بالحجم، وأكبر دليل على ذلك أن لبنان لم يشهد على تحركات شعبية حقيقية ربما منذ لحظة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في 2005، أو قبلها. ثالثاً، أنا شخصياً من المؤيدين على بقاء “الأخضر” في مدينة “الباطون” وتشجير ليس فقط العاصة بل لبنان بأكمله.

من جهة أخرى، أنا أيضاً من مؤيدي فكرة إفتتاح مرائب جديدة للسيارات في بيروت والأحياء المجاورة بسبب ازدحام المواقف كافة. كما أنه في منطقة الجعيتاوي، من حق الأهالي ركن سياراتهم بمكان آمن وقريب من مساكنهم.

وهنا يجب الإشارة إلى نقطة مهمة. إذ بمقدار ما هو مهم أن يكون هناك مرائب للسيارات لاهالي المنطقة، إلا انه المهم أيضاً أن يكون هانك حديقة عامة مفتوحة للناس، إذ لا يمكن أن نقف بعيداً عن فكرة هدم حديقة، في الوقت الذي تشهد فيه بيروت على إغلاق أحد أكبر الحدائق وهو” حرش بيروت”.

ومع إقتراب موعد التجمع من أجل مناهضة هدم الحديقة وعدم إتخاذي قراراً واضحاً بشان المشاركة في التحرك المناهض لهدم الحديقة، اتمنى لو بإمكان القيمين على المشروع توضيح بعض الامور للناس، وأهمها يكون بالإلتزام بالنقاط التالية:

– وضع مشروع مرآب السيارات على الإنترنت، كي يتسنى للناس الإطلاع على المشروع وانتقاده بشكل علمي .

– الإلتزام بان الحديقة ستعود إلى المنطقة وأفضل من ما كانت عليه، وبالطبع عامة ومجانية الدخول، إضافة إلى إيجاد مرافق مهمة، مثل الحمامات العامة وغيرها من الأمور.

– الإلتزام بمهلة محددة من أجل إنهاء العمل على مشروع مرآب السيارات/الحديقة، وأن لا يطول العمل به، مثال نفق منطقة “راس النبع”.

– تقوم بلدية بيروت بإدارة مرآب السيارة كما الحديقة، أي أن لا تسلمها إلى شركة خاصة التي قد ترفع تعرفة ركن السيارة إلى 5000 ليرة لبنانية او أكثر كما هو حاصل في وسط بيروت.

– تتعهد بلدية بيروت، بالتعاون مع وزارة الثقافة على صب الإهتمام الكامل من أجل حماية الآثارات الموجودة داخل الحديقة.

– تلتزم بلدية بيروت بالإهتمام بكل شجرة موجودة داخل الحديقة، وخصوصاً تلك التي يقال أن عمرها يزيد عن 400 عاماً.

وإلى جانب هذه النقاط هناك تساؤلات أطرحها امامكم :

ألا يمكن للبلدية إستملاك أراضٍ موزعة داخل بيروت من أجل إقامة مثل تلك المشاريع، بدل التفكير منذ 2009 بإزالة الحدائق الموجودة؟

ألا يمكن للبلدية أن تجبر، من خلال رخص البناء، على بناء مرائب تتسع فعلاً لسيارات المقيمين مع زوارهم؟

أين أصبحت مشاريع ترميم حديقة الصنائع، والتي أعلن عنها رئيس بلدية بيروت بلال حمد في أواخر العام 2011؟

هل قرأتم المواضيع التالية؟

قانون حديث للسير: كي لا تبقى الطرق منصة إعدام

من مطار رفيق الحريري الدولي إلى المركز الكشفي في روما

تيّار المستقبل: تواصل أم إنتخابات؟؟

ما الذي يجري داخل مركز المعاينة؟

نعم نعترف، لقد أخطأنا