الإنتخابات إلى الواجهة مجدداً. من الأردن الذي ينتخب غداً، إلى لبنان الذي يتحضّر إلى إقرار قانون انتخابي جديد، يظهر الشباب المعترضون الأبرز على ما يدور في الكواليس. شباب وجدوا في العالم الافتراضي “ملعباً” يكسبهم الأسبقية في “المعركة المحتدمة” في الثورة على مجريات الواقع الإنتخابي.
ففي الأردن، وقبل يوم من إنطلاق العملية الإنتخابية الفعلية في البلاد، قامت مجموعة من الشباب بإجراء إنتخابات خاصة بهم على موقع التواصل الإجتماعي “فايسبوك” من أجل إختيار نوابهم ومن ثم حكومتهم ليكونوا بمثابة سلطة “ظل” للسلطة الفعلية، طالما أن النظام الإنتخابي الأردني بنظرهم “يعمل على تهميش الشباب في المشاركة السياسية من خلال حرمان من هم تحت سن 30 من الترشح”، بالإضافة إلى أمور أخرى لم يلحظها القانون الإنتخابي الحالي كحرمان المغتربين في الخارج من التصويت.
“الهيئة المستقلة للانتخابات الشبابية“، وهي الهيئة التي تم تأليفها من أجل الإشراف على إدارة الإنتخابات الإفتراضية على الإنترنت، عمدت إلى نشر نظاماً تنفيذياً للقانون “الافتراضي” الذي على أساسه سيترشح الشباب الأردني هذا العام، وهو ما قد يستغرق سنوات، في الحياة الحقيقية، من أي دولة في العالم لصياغته وإقراره. وتابعت “غرفة عمليات” الهيئة، إعلام الناس بآخر تطورات العملية الإنتخابية، بحيث حدّدت شروط التصويت، ومنها أن يكون للشخص حساباً على “فايسبوك”، على أن ينقر زر ” صوّت” من أجل إدراج صوته للائحة التي يريدها. ويظهر على صفحة التصويت: اسم اللائحة وشعارها ووصفه، بالإضافة إلى رقمها، من دون مخالفة مواد القانون والنظام التنفيذي للإنتخابات الشبابية.
ومع إنتهاء المهلة القانونية للترشح الافتراضي، وصلت عدد اللوائح التي خاضت الانتخابات الإفتراضية إلى 10 لوائح هي كالتالي: قائمة الجميد الوطنية، قائمة الهنود الحمر، قائمة الحالة تعبانة الوطنية، قائمة الأغلبية الصامتة، قائمة الجرة، قائمة الجك – رح نرفع الوضع للاحسن، قائمة الإفلاس الوطني، قائمة البوكر، اوكتان 90، اللاجئون الاردنيون في الأردن.
اما في لبنان، وعلى الرغم من المسافة الزمنية للإنتخابات النيابية، التي من المتوقع أن تجري في شهر أيار (مايو) 2013، فإن العمل الشبابي من أجل تحضير الرأي العام ككل أخذ طريقه إلى العلن، مع إحتدام النقاش السياسي داخل البرلمان على قانون عرف بـ”القانون الأرثوذكسي“، والذي يعتبره قسم معين من اللبنانيين كقانون “يقسم لبنان بدل أن يوحد صفوفه”.
فمن خلال اسمان بارزان في المجتمع اللبناني هما “الحملة المدنية للإصلاح الإنتخابي“، “الجمعية اللبنانية لديمقراطية الإنتخابات “، ينشط المجتمع المدني من أجل رفض مقترح “الأرثوذكسي” من خلال صور وفيديوهات للردّ على الإعلان الأول الذي بثّته إحدى القنوات التلفزيونية بهدف الترويج لـ “القانون الاورثوذكسي”.
ونشط عدد من الشباب بمباردة فريدة من أجل التصدي للإقتراح والدعوة إلى تغييره، إلى جانب طبعاً التحركات الميدانية في أكثر من مكان في لبنان. كما أنه في الوقت الذي ينشط المجتمع المدني اللبناني ضد فكرة “الأرثوذكسي”، فهناك أيضاً دعوات من أجل الإصلاح الإنتخابي تنتشر أغلبها عبر مدونات إلكترونية على الإنترنت تطالب بتعديل القوانين المطلوبة من أجل الوصول إلى تطبيق الإقتراع في لبنان على أساس دائرة واحدة وبناءً على قانون نسبي من دون الأخذ بالإعتبار التوزيع الطائفي للمقاعد الـ128 داخل البرلمان اللبناني.
ولعل أبرز ما يمكن استخلاصه من خلال التحركات الشبابية بين الأردن ولبنان هو وجود نقاط تلاقي عديدة من خلال مراعاة التمثيل الأفضل للمواطنين والإبتعاد عن التقسيمات المناطقية، أو الطائفية أو المذهبية، في ما يُظهر الشباب أساساً للحراك المدني في البلدين.
تحديث
عند الساعة الثامنة مساء (بتوقيت بيروت)، أعلنت الهيئة المستقلة للانتخابات الشبابية الأردنية عن وصول عدد الزوار لموقع التصويت إلى 8000 زائر، في حين كان عدد الناخبين 2561، أما النتيجة انتهت بفوز قائمة الهنود الحمر بـ712 صوت، في حين قائمة الجرة حلت في المرتبة الثانية بـ608 صوت.
هل قرأتم المواضيع التالية؟
معركة “الثلاثين يوماً” تبدأ الأحد
لهذه الأسباب لن ينتخب المغتربون – السفارة اللبنانية في بلجيكا مثالاً
عندما يخرج أعضاء النادي للمطالبة بتغيير النظام