في كل مرة كنت اسمع فلان وعلان وعن امنياتهم بأن يسافروا إلى الخارج لرؤية “العالم”، كنت أقف متفرجاً عليهم لأقول لهم “انتم لا تعرفون إلا1% من أسرار لبنان الطبيعية”.
بالطبع لا يمكن أن اجادل معهم في “معرفتهم الواسعة” بالسياسة اللبنانية وأحزابها أو عن المقاهي الليلية والمطاعم الفاخرة، ولكن ما كنت اعنيه هو الأسرار التي ما زالت الطبيعة اللبنانية تخبئها أمام أعين الناس والتي لم تكتشف كلها حتى اليوم.
شاركت بالأمس برحلة ترفيهية مع مجموعة تدعى فونان (فؤاد+حنان)، وذهبنا إلى قضاء جبيل حيث كان موعدي منتظراً مع مغارة يطلق عليها “مغارة مبعاج”.
لا بد لي أن اقول أنها كانت المرة الأولى التي اسمع بهذه المغارة ، ولعل سبب ذلك يعود إلى “جعيتا” التي ولدنا ونحن لا نسمع غيرها ولكن لا انتقد عمل المسؤولين عن جعيتا ولكن ربما انتقد دعم وزارة السياحة الغائب عن هكذا معالم .
عندما تصل إلى هناك يستقبلك العميد المتقاعد نبيل حيدر، الذي يمكن أن اشبهه انا بموسى شعبان المعروف بموسى المعماري صاحب “قصر موسى” في بيت الدين.
فحيدر عندما رآنا منتظرين ليحين دورنا أمام باب المغارة، رحب بنا مستخدماً مذياعه بصوت احسسني وكأنه يقول “إليكم أحد ابنائي وأولادي…. مغارة مبعاج”.
بلهفة يقول لنا أنه منذ عمر الشباب وهو يحلم بأن يحاول القيام بشيء من أجل تلك المغارة التي لطالما لعب على مدخلها منذ أن كان صغيراً والنتيجة المرجوة ببدء العمل على المغارة أتى بعد التعاون الذي أثر بعد الإتفاق مع الرهبنة اللبنانية المارونية ودير القديسة تيريزا أي اصحاب الأرض ومالكيها .
وبينما كنا نتعمق شيئاً فشيئاً داخل المغارة، التي تلفت الأنظار المشاهد التي تحتويها من روائع مزيج الزمان مع المتغيرات الجيولوجية، يشرح لنا حيدر أن الفرنسيون هو من اكتشفوا المغارة عام 1938 ولكن لم يتم الإهتمام بها إلا عندما بدأ العمل من قبله وبتمويله الشخصي ليكون استثماراً بمعلم طبيعي مهم بامكانه ان يجمل صورة لبنان شيئاً فشيئاً، ومع تقدمنا أكثر وأكثر يودعنا حيدر لكي يكمل دليل سياحي معنا داخل المغارة وليعود هو ليلتقي بمجموعة اخرى تنتظر أمام باب المدخل.
وخلال تجوالنا في الداخل تكاد لا تسمع السكون بتاتاً فقطرات المياه لا تتوقف عن التساقط من الحيطان وسقف المغارة والتي تشكل كل مئة عام سنتمتراً واحد من الهوابط أو الصواعد داخل هذه المغارة كما كان حيدر قد اخبرنا.
بعد ان تكلمت عن المغارة، يجب القول أن احدى مميزات هذه المغارة هي أنها تفتح أبوالها لفترة 6 اشهر فقط خلال السنة باكملها، إذ أنه بين شهري تشرين الأول والثاني، تغلق ابواب المغارة بعد ان يتم إزالة كافة المعدات الكهربائية من داخل المغارة لانه بسبب الامطار تتحول المغارة إلى مجرى كبير للمياه يرتفع منسوبه إلى ثلاثة أمتار داخل المغارة وليصب في النهاية داخل بلدة الفيدار في جبيل.
من خلال ذلك يمكن فقط تخيل كمية الأعمال التي يجريها حيدر مع فريق عمله لإعادة تأهيل المغارة كل عام وشق الممرات بداخلها وإعادة تركيب اجهزة الإضاءة وإلخ من المعدات.. أما بالنسبة إلى الهواء فيمكنني القول أنه في عز الصيف يمكنني أن انام بكل راحة وسهولة داخل المغارة
إذا اعجبتم بما ترونه هنا وتقرؤونه فبالطبع أدعوكم لمشاركة هذا المقال عبر الفايسبوك ومواقع أخرى كما ما ادوكم إليه هو الحجز والذهاب إلى تلك المغارة عبر الإتصال على الرقمين 03056520 – 70856974.
5 replies on “مبعاج..مخبأ للجمال اللبناني”
رحلة ميدانية في طرابلس.. بعيداً عن تلك التي نعرفها « نافذة November 1, 2011 at 8:50 pm
[…] مبعاج..مخبأ للجمال اللبناني شارك مع جمهوركTwitterFacebook أترك تعليقا […]
HSemaan December 21, 2011 at 1:48 pm
Very Interesting, How Can We Reach It Mahmoud ?
Ghazayel December 21, 2011 at 3:02 pm
سلام، إليك بعض المعلومات عن كيفية الوصول إلى هناك:
تقع في خراج بلدة علمات – قضاء جبيل، بجوار دير القديسة تريزيا.تبعد مغارة مبعاج عن مدينة جبيل عشرين كيلومتراً وعن دير مار شربل ثمانية كيلومترات وعن بيروت 55 كيلومتراً. تصلها عن طريق القديس شربل- عنايا أو عن طريق نهر ابرهيم فتري – الحصون – فرحت أو عن طريق قرطبا كوع المشنقة – علمات.
HSemaan December 23, 2011 at 6:54 pm
Shoukran : )
بسام شيخ النجارين April 15, 2012 at 10:56 am
شو بدي اقول او احكي ادا ما عيوني قلبي بيبكي على كل منطقة سياحبة في لبنان لا نائب ولا وزير ولا رئيس يهمه السيلحة في لبنان
Comments are closed.