لا أعلم لما لدي دائماً شعور بداخلي بأن جميع الإعلانات الدعائية التي تظهر في كل مكان، التلفاز، الجريدة، الراديو، الإنترنت وغيرها، تخفي دائماً الأسوأ وراء الصورة الجميلة التي تحاول الشركات الظهور بها.
لا أعلم لما دائماً أكرر مقولة زياد الرحباني – من تسجيل نصف الألف خمسميّة -“…يعني إذا بتشلّي أمك على جنب، بيطلع آخرة النهار ما في غير هول جماعة التأمين هني يلي بيتمنولك كل خير ما تدقك شوكة”.
ربما الأمر صحيح، فهذا هو دور الإعلانات، بأن تظهر الأسود أبيض والعكس صحيح، ولكن اليوم نرى بين الإعلانات المكدسة أمام أعيننا، حملة دعائية جديدة لشركة أم. تي. سي توتش MTC Touch، تجعلنا ندور في عالم من التخيلات والأماني قد تكون واقعية وربما لا ولكها تبدأ بعبارة “في عالمي الجديد..”.
قد يكون أمراً جميلاً أن نحلم ونحاول تحقيق أحلامنا مهما كانت كبيرة، ولكن ماذا بإمكاني أن أتوقع من شركة خاصة لا يهمها أوضاع المواطن “المستهلك” أكثر من أرباحها والصورة التي تحاول تلميعها صورة لمجتمع طفح الكيل فيه من الوضع السيء للشبكة الهاتفية ومن غلاء تعرفة التخابر فيها، هذا إن أردنا فقط التكلم عن موضوع الهواتف والخطوط الهاتفية.
لم أستطع عندما كنت أقرأ تلك الإعلانات في الشوارع أو على الفايسبوك سوى التعليق بالقول بأنه “في عالمي الجديد.. ستكون أسعار التخابر أرخص بكثير مما هو الآن”، في عالمي الجديد.. لن تكون ربطة الخبز أغلى من علبة السجائر”، وقد كرت سبحة الأفكار في ذهني خصوصاً أننا كلبنانيين نعاني من الكثير من المشاكل ربما أكثر مما يعانيه شعوب الدول الأخرى، ولكن نتمسك بحس الفكاهة في داخلنا.
وفي هذا السياق، قررت أن أقوم بتصميم بعض “اللوحات الدعائية” بإستخدام الصور التي التقطها بعدستي (يمكنكم مشاهدة المزيد من الصور من خلال هذا الرابط) ووضعها ضمن إطار “في عالمي الجديد” مع تسليط الضوء أنني استخدمت اللغة العربية، والتي كان من المفترض أن تقوم شركة أم .تي.سي بذلك في بادئ الأمر كي يبدو على الأقل أن الفئة المستهدفة لهذا الإعلان هو الشعب اللبناني بأكمله وليس مجموعة صغيرة من الناس.
تحديث:
ومساء يوم الجمعة 22 حزيران، قامت قناة الـ”أل.بي.سي.” بعرض تقرير عن هذه التدوينة ضمن نشرة الأخبار الخاصة بها:
هل قرأتم المواضيع التالية؟
قانون حديث للسير: كي لا تبقى الطرق منصة إعدام
ست مراحل لمقتل بن لادن على الإنترنت
ملكة جمال لبنان: أنا لا أرتاح في لبنان
3 replies on ““في عالمي الجديد”..حيث أخفقت Mtc touch”
kartivlos June 21, 2012 at 9:38 am
Good job Mahmoud 🙂
Ghazayel June 21, 2012 at 10:22 am
شكراً اسعد
mime June 22, 2012 at 8:12 pm
يا ريت حدا بيسمع من المسؤولين
Comments are closed.