تعيش قناة “أم. تي. في.” انفصاماً تماماً في شخصيتها المعنوية أمام جمهورها فيما يخص الحقوق والواجبات.
ففي حين تراها تحاول الدفاع عن الحقوق من جهة، وتحاول من جهة أخرى رفع مستوى الوعي على القضايا الإجتماعية والسياسية المختلفة، تستمر برامجها وخصوصاً منها الكوميدية في نسف كل الأفكار البناءة والصورة الإيجابية التي تحاول تقديمها.
كان لافتاً يوم أمس الخميس، وأثناء مشاهدتي لبرنامج “ما في متلو”، مرور إعلان عن “الفراغ الرئاسي”، مسلطة الضوء على مشكلة الفراغ في سدة الرئاسة الأولى، على الرغم من تناقض بين مشاهد “الزعماء” المسيحيين الأربعة ميشال عون، سمير جعجع، أمين الجميل، سليمان فرنجية، ومن ثم الإشارة إلى ضرورة أن يكون “القرار لبناني لبناني” مع نسيان ما تبقى من أفرقاء سياسيين من الطوائف والمذاهب الأخرى، وإلى جانب أيضاً الأخطاء “المطبعية” في توصيف الفيديو الدعائي على “يوتيوب”.
في حلقة هذا الإسبوع من “ما في متلو” وخلال إحدى فقرات البرنامج “منطق النسوان”، تنتقد رولا شامية الحياة الزوجية المثالية التي تعيشها، حيث أن زوجها لا يخونها، ويحبها جداً، ويعاملها بشكل حسن دائماً، وتكمل الفقرة بشكل جيد نسبياً طيلة الدقيقتين من العرض، وصولاً إلى الثواني الأخيرة منها، حيث تبدأ آنجو بالدعاء لشامية قائلة “انشالله يا رب يبعتلك وحد أزعر يخربطلك كل حياتك ويقبلك ياها كلها من فوق لتحت لتجنّي”، فتبادر شامية للرد “آمين يا رب، ينتفلي بشعري، يدعوسني”.
إذاً أصبحت مطالب النساء، بحسب البرنامج، إيجاد ذاك الرجل العنيف على المرأة.
ربما لم يخطر ببال كتّاب هذه الفقرة، أن لبنان يعاني بشكل كبير من مشاكل تتعلق بتعنيف المرأة، أو أن من ساهم في كتابة هذه الفقرة، أو ربما خرجت بشكل عفوي من شامية، لم يتابعوا الأخبار اليومية عن الحوادث التي تكاد لا تتوقف تتعلق بفتيات ونساء، يتعرضن للضرب وللقتل.
بالأمس كانت الشابة ولاء ص. من عكار، واليوم أتابع أخباراً عن امرأة أخرى، وبالطبع هناك العديد من النساء الأخريات اللواتي لا تزال تختبئ تحت عباءات المجتمع والتقاليد، والتي لم أجد لأي من تلك النسوة سبب مقنع للبقاء في الخفاء، بانتظار الظهور في نشرات الأخبار بالكفن الأبيض وعلى الأكتاف.
ملاحظة: الصور مأخوذة من تدوينة على موقع “اللبنانية للإرسال” للصحافية نادين مظلوم.