“خليهن يعطوني ساعة”، قالها الأمين العام لحزب الله حسن نصر الله مع بداية خطابه يوم أمس في ذكرى عاشوراء، أثناء تواجده شخصياً داخل ملعب الرّاية في الضاحية الجنوبية لبيروت.
جملة لم تكن لتكون ذات موضع إهتمام فعلي لولا التبعات.
بعد مرور ساعات على إنتهاء إحياء عاشوراء، بدأ ينتشر على مواقع التواصل الإجتماعي وبالأخص على موقع “فايسبوك” هذا المقطع:
أشارت صحيفة “يديعوت أحرونوت” الإسرائيلية إلى أن كلمة الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله استمرت لمدة 17 دقيقة، مشيرة إلى أن الطائرات الإسرائيلية تحتاج إلى 21 دقيقة لتصل إلى الضاحية الجنوبية في لبنان، وهذا له عدة دلالات أوصلها “حزب الله” من خلال ذلك.
وبحسب الصحيفة، فإن الكلمة تخللها تشويش كبير خصوصاً على الحدود مع لبنان وفي بيروت، لافتة إلى أنّ ذلك يؤثر على حركة الطائرات، مؤكدة في السياق ذاته توقف شبكات الانترنت والاتصالات في بعض مناطق لبنان نتيجة ذلك.
ولفتت الصحيفة إلى أن الأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصرالله تكلم على منصة عادية بدون زجاج عازل أو محمي ويحيطه جيش من الحماية، مؤكدة أنه أراد إيصال رسالة لإسرائيل بانه يعرف كل شيء وقادر على فعل أي شيء.
مقطع، إن دل على شيء، فيدل على أهمية موضوع “الساعة” التي طلبها نصر الله قبل بداية حديثه.
انا شخصياً لم أرى هذا المقطع إلا قرابة الساعة الثالثة من بعد الظهر الثلاثاء على الإنترنت، وعندما شاهدت تلك المعلومات مجدداً ولكن عبر تقرير من إعداد جاد غصن عرضته قناة الجديد.
استعمال نفس الجمل ونسخها من موقع إلى آخر ومن حساب إلى آخر جعل الحشرية في داخلي تتحرك من أجل قراءة الموضوع كاملاً عن تلك الأمور الأمنية والعسكرية التي حصلت خلال كلمة نصر الله التي دامت 17 دقيقة، من دون أن ننتبه إليها.
أول أمر قمت به، هو الذهاب إلى موقع جريدة يديعوت أحرونوت على الإنترنت.
فرحت في بادئ الامر أنني وجدت الموقع باللغة الإنكليزية، وإذ بي أذهب من صفحة إلى أخرى، باحثاً عن هذا الامر، عن كلمة، عن صورة معينة تشير إلى تلك التكتيكات العسكرية التي قام بها حزب الله.
ولكن بعد فترة، لم أجد شيء، فقررت أنذاك أن اتصفح الموقع الرسمي للجريدة المكتوب باللغة العبرية.
لم يكن الامر سهلاً أن اتابع موقع يظهر امامي بلغة لا اعرفها.
إلا أنه بمجرد استعمال أداة الترجمة الموجودة داخل متصفح “كروم”، اصبح بامكاني تحويل اللغة العبرية، إلى الغة الإنكليزية وحتى العربية.
في الصفحة الاولى، لم يكن هناك شيء بارز عن نصرالله أو المسيرة العاشورائية، مقارنة بأهمية الخبر والمعلومات الواردة.
ثم انتقلت إلى اداة ثانية يمكنني من خلالها البحث عن ما اريده، وهو البحث في الموقع عن كلمة “نصر الله – נסראללה”، “عاشوراء – העאשורא”، “الضاحية الجنوبية – פרברים דרומיים”.
ولكن كل محاولاتي باءت بالفشل، بما يخص المعلومات التي انتشرت على الإنترنت.
حاولت القيام بعملية البحث ولكن بطريقة أخرى، البحث عن كل ما كتب عن نصرالله خلال اليومين الفائتين، وهذا ما وجدته.
نصر الله غادر القبو ونتانياهو أصبح خبيراً في الشيعة والسنة، وهو موضوع كتب بعد الظهور الأول في مجمع سيد الشهداء، يتضمن مجمل كلمة نصرالله من دون وجود اي من المعلومات الإستخباراتية.
أما الموضوع الثاني، لم يعد خائفاً، نصر الله مرتين خارج المخبأ
وكي اكون صريحاً، هذا الموضوع كان الأساس في تسليط الضوء على قصة الإطلالات العلنية ومقارنتها بالإطلالات السابقة منذ 2006 وحتى اليوم.
وإن جل ما يتضمنه هذا المقال عن الظهور الأخير هو استعمال الكلمات التي قالها نصرالله في اليوم السابق “غداً لن يستطيع شيئ لا خطر ولا تفجير ولا سفك دماء وسيارات مفخخة ان تحول بيننا وبين حسيننا”، إلى جانب الإشارة إلى منشورات وزعها حزب الله قبل يوم في الضاحية يطلب من الناس إزاحة سياراتهم من مكان الإحتفالية بعاشوراء.
وأيضاً هنا، وبالرغم من إعطاء الأهمية الكبيرة لهذا المقال من خلال تضمنه الصور والروابط والعناوين، لا يوجد أي معلومة عن الطائرات والساعة والدقائق والإنترنت.
وعند وقوفي عاجزاً عن إيجاد أي مكان داخل الجريدة يذكر تلك المعلومات، نسخت جملة من مضمون الخبر الذي ابحث عنه، ووضعته على محرك البحث غوغل.
هناك ومن خلال بحث بسيط، وإختيار البحث عبر التوقيت، وجدت بأن أول مكان نشر هذا الخبر – بحسب غوغل – هو موقع بنت جبيل – مع الإنتباه إلى أن الخبر لم يحصل على عدد قراء مفاجئ -.
لذلك يبقى السؤال، هل الخبر صحيح ام تم توليفه من قبل بعض المحبين للأمين العام لحزب الله؟
الصورة الأساسية المستعملة هي معدلة وتعود إلى أنور عمرو / ا ف بهل قرأتم المواضيع التالية؟
أيدي خفية تتلاعب بالقرار الظنّي للمحكمة ونصرالله يشتكي
لعبة ليست غريبة على حزب الله وسوريا
6 replies on “من كان يراقب تحركات السيد حسن نصر الله خلال ذكرى عاشوراء؟”
مصطفى البنا November 16, 2013 at 12:40 am
برأيي نتائج ما توصلت إليه تثبت الفرضية الثانية التي طرحتها في السطر الأخير من المقالة والتي ترجح أن هذا الخبر مصطنع من أنصار ومحبي السيد حسن نصر الله , ليس إلا ولقد عانينا كـ مجتمع فلسطيني من هذا النوع من الفقاعات فارغة المضمون إن صح التعبير في مواقف كثيرة .. بالنهاية التحقيق رائع .. 🙂
Ghazayel November 16, 2013 at 1:30 am
شكراً مصطفى 🙂
Xeinab Majed November 16, 2013 at 1:28 am
Wow you’re so smart !! You do know that “Sa7eefa” is a newspaper thats actually published whereas the website you’re checking and googling is for news updates and not articles. So maybe before using your smartness in google translate you should learn the difference between a “newspaper” and a “website” !!
Ghazayel November 16, 2013 at 1:30 am
Aha. So if i put your smartness in action, would the result change?
رحلة طريقي November 16, 2013 at 9:42 am
ليس عندي خبرة في هذا المجال ولكن أظن أنها فكرة ذكية للبحث فيها ف هذا اكبر تحدي لاسرائيل وتسخيف قدراتها.
Ghazayel November 16, 2013 at 9:44 am
شكراً 🙂
Comments are closed.