عمم رئيس التجمع الطبي الاجتماعي اللبناني وممثل الرابطة الطبية الأوروبية الشرق أوسطية الدولية في لبنان البرفيسور رائف رضا، بياناً يطالب من خلاله بإلغاء عمليات التطعيم ضد كورونا باستخدام لقاحات فايزر أو محاكمة الشركة لبنانياً.
وبنى رضا مطلبه على معلومات صادرة من مجموعة تطلق على نفسها اسم “CHD منظمة الدفاع عن صحة الأطفال”.
وقبل التعمق في المعلومات، غاب عن بال البروفيسور بأن هذه المنظمة تعتبر من بين أكبر المجموعات العاملة منذ فترة طويلة على رفض جميع أنواع اللقاحات ونشر المعلومات المضللة حول التطعيمات، وخصوصاً تخصصها في نشر مزاعم بأن اللقاحات تؤدي إلى الإصابة بالسكري والربو.
أحد مؤسسي مجموعة “CHD” هو المدعو روبرت أف كينيدي، له باع طويل في مشاركة ادعاءات غير صحيحة عن كورونا واللقاحات، وبسببها منبوذ من عائلة كينيدي العريقة، ومنبوذ من أغلب منصات التواصل.
بالنسبة للمعلومات الواردة في البيان، إليكم التالي:
لم يتم بطلان أي اتفاق بين هيئة إدارة الأغذية والعقاقير الأمريكية FDA وفايزر، ولكن ما جرى أن الأخيرة تلقت طلباً من الهيئة الأمريكية بتوفير المزيد من المعلومات حول اللقاحات ضد كورونا، بناءاً على طلب مقدم من مجموعات محلية، وهناك مسألة أخذ ورد بشأن كمية المعلومات التي يجب توفيرها ونشرها للعلن.
**شركة فايزر لم تخف بحوثها السريرية للقاح كورونا لمدة 75 وأجبرت في 3/3/2022 على إظهاره أمام الرأي العام، كما ينقل رضا. لقاح فايزر ضد كورونا بدأ العمل عليه في بداية 2020، وهناك كمية مهولة من المعلومات والأبحاث والإجراءات الطبية التي تتبعها أي شركة أدوية ولقاحات حول العالم، خصوصاً وأن المنظمات الصحية الدولية مثل “الصحة الأوروبية” و”الأمريكية” و”الصحة العالمية” تتبع إجراءات دقيقة جداً .
في 3/3/2022، نشرت “منظمة الدفاع عن صحة الأطفال” تقريراً يحتوي على العديد من المغالطات، إلى جانب شرح غير دقيق لطلب الحصول على معلومات عن اللقاحات من فايزر.
. يفرض “قانون حرية المعلومات” في أمريكا على الجهات الإجابة عن كل التساؤلات التي تطرح عليها من قبل القضاء وفقاً لمفهوم “الشفافية”.
وبحسب المعطيات التي تم طلبها من فايزر في 20 تشرين الثاني 2021 ، تحتاج إدارة الغذاء والدواء الأمريكية 75 عاماً لمراجعة المعلومات المرتبطة باللقاح وإصدارها، لكون أن الطلب يرتبط بحوالي 329 ألف صفحة من المعلومات
يتابع البرفسور نقله عن “CHD” بأنه تبين معهم أن “أعراض اللقاح أسوأ بكثير من فيروس كورونا وبخاصة عند الأطفال”، ولكن غاب عن باله أن الملحق الذي سمحت “أف دي ايه” الأمريكية بنشره في آب 2021، والذي تستند إليه “منظمة الدفاع عن صحة الأطفال”، عنوانه “قائمة العوارض ذات الاهتمام الخاص” وما يعنيه هذا الملحق بتعبير “العوارض” يختلف تماماً عن معنى كلمة “الآثار الجانبية”، اذ بحسب الإجراءات الطبية، هذه لائحة العوارض التي يجب الانتباه إلى حدوثها أم لا أثناء إجراء الاختبارات، ومن بين العوارض المذكورة “متلازمة غيان باري المرتبطة بـ زيكا ” ويمكن لأي ضليع في علم الأوبئة الانتباه إلى أن زيكا وكورونا ليسا من نفس عائلة الفيروسات.
وزعم رضا أنه تبين وفاة 4300 شخص بسبب لقاح فايزر من بين أكثر من مليون شخص تلقوا اللقاح، وهذا ادعاء غير دقيق لكون الأرقام الرسمية تشير إلى تديم أكثر من 555 مليون جرعة على الأراضي الأمريكية وحصول أكثر من 217 مليون شخص على تطعيم كامل.
ومن بين الرقم المذكور أعلاه، قرابة 330 مليون شخص اختاروا أخذ لقاح فايزر.
وبحسب دراسة أجراها “مركز السيطرة على الأمراض والوقاية منها (CDC)” الأمريكي، توفي فعلاً 4,500 شخص بعد حصولهم على اللقاح، ولكن لم تظهر هذه الدراسة المعمقة أي صلة بين حالات الوفاة وحصولهم على التطعيم، أي بمعنى آخر، لم يكن لقاح فايزر (أو موديرنا) سبباً للوفاة، وأن 92% من الآثار الجانبية المبلغ عنها بعد أخذ اللقاح كانت خفيفة واختفت بأقل من 24 ساعة.
وفي حين تفيد منظمة “منظمة الدفاع عن صحة الأطفال” أنه ثبت لديها “أن اللقاح غير فعال بين سن الـ12 والـ 17″، تثبت دراسة للاتحاد الأوروبي مدى الجدوى الحقيقية في حماية هذه الفئة العمرية من تبعات الإصابة بكورونا، وخصوصاً من ضرورة الدخول إلى المستشفى أو حتى الوفاة.
وأخيراً يسأل البروفيسور رائف رضا إن كان لدى الدولة اللبنانية إحصائيات بالأعراض وأعداد الموتى بسبب كورونا واللقاحات، وقد غاب عن باله أن وزارة الصحة تتبع نظاماً شفافاً في هذه المسألة وتنشر بشكل دوري التقارير المتعلقة بالآثار الجانبية المتعلقة باللقاحات ضد كورونا. ويتم نشر هذه التقارير بالتعاون مع الجامعة اللبنانية على الموقع الإلكتروني لوزارة الصحة، وتم نشر التقرير الأجدد، تقرير رقم 9 في 4 / آذار /2022، ويمكن لأي شخص قراءة جميع تفاصيله
وتشير المعطيات الأخيرة إلى أن منذ بدء الحالة الوبائية في شباط 2020 إلى الآن 94% من حالات الوفاة في لبنان هي من غير الملقحين، من دون أن يكون سبب وفاة 6% الباقيين مرده اللقاح حصراً.
بالمختصر، وقع البرفسور رائف رضا، على ما يبدو، بفخ المعلومات المضللة عبر الانترنت، وتم إعداد بيانه على عجلة، من دون الاستناد إلى ترجمة صحيحة للوقائع كي تظهر من خلال أسطره نفحة أصحاب نظريات المؤامرة الذين لا يهدفون سوى لإضعاف نفسية شعوب الدول اجتماعياً أو صحياً أو اقتصادياً.