منذ بضعة أيام، وصلت إلى يدي دعوة من أجل حضور معرض يرعاه وزير المهجرين علاء الدين ترو، على الرغم من أنني لا أتماشى مع خط ترو السياسي، إلا أنني أحببت أنه يرعى معرضاً ثقافياً في بلدته الأم برجا.
للذين لا يعرفون، فإنني اعتبر التصوير إحدى هواياتي المفضلة، لذلك أحاول أن الاحق أي نشاط متعلق بالتصوير خصوصاً النوع الفوتوغرافي وشاءت الصدف أن يكون هناك معرضاً للصور الفوتوغرافيّة في بلدتي.
المعرض بحسب الدعوة هو برعاية وزير المهجرين الأستاذ علاء الدين ترو، والداعين هم كل من حركة السلام الدائم في لبنان وبالتعاون مع النادي الثقافي الإجتماعي -برجا تحت عنوان “صور من الذاكرة” ويفتح المعرض يوم الخميس (أي غداً) عند الرابعة في مركز النادي.
وفي داخل الدعوة هناك نصاً يحتوي على معلومات أكثر عن المعرض أن هذا المعرض هو أيضاً بالتعاون مع وزارة التربية والتعليم العالي وبتمويل من وزارة الخارجية الألمانية، أي أن الغباء تم بالتعاون مع أكثر من جهة وطرف.
إذا ما زلتم تتساءلون عن سبب الغباء وعن ماذا اتكلم فإليكم السبب وقد وضعته في مستطيل باللون الأصفر.
بالطبع للشخص العادي، فلن يستطع أن يفهم ما يحصل ولن يرى أن شيء خطأ في الصورة أعلاه.
ولكن بالنسبة لشخص له بعض الإضطلاع على الصور الفوتوغرافية ولديه معرفة بثقافة المنطقة فهناك شيء ما لا يجب السكوت عنه،
المقطع الموجود في الأعلى ينص على أن “مجموعة من الطلاب الناشطين قامت بجمع هذه الصور من أهالي منطقتي جبيل وإقليم الخروب”.
أود منكم أن تركزوا على هذه الجملة وعلى الصورة الموجودة إلى جانب هذا النص.
ألا تدور الشبهة حول هذه الصورة؟ بالطبع هناك محجبات في إقليم الخروب وفي جبيل ولكن هناك شيء ما لا يدخل في عقلي.
من خلال القيام ببحث صغير على موقع غوغل يتبين لنا شيء آخر تماماً، فتلك الصورة بالتحديد ليست من منطقتي إقليم الخروب أو جبيل، بل ليست أساساً من لبنان!! تلك الصورة تأخذنا إلى خارج الشرق الأوسط وتهبطت بنا في أوروبا .
وتحديداً هذه الصورة مأخوذة من أوكرانيا، نعم ليس لبنان بل أوكرانيا، والصورة تعود إلى المصور الهولندي إدوارد غالاغان والذي التقطها عام 2005 والتي تعتبر من أشهر الصور التي التقطها هو. – يمكنكم الضغط على الصورة أدناه لمشاهدة المزيد من الصور-.
وقبل الدخول إلى مشكلة نشر صورة ليست من لبنان على أساس أنها من لبنان، هل أخذ المنظيمن موافقة المصور بإعادة نشر صورته؟ فيا حضرات المسؤولين في وزارة الثقافة المحترمين، أين حقوق الملكية الفكرية؟
مما لا شك فيه أن المسؤولية تقع على الجهة المنظمة لهذا المعرض بالإضافة إلى الشخص المصمم لهذه الدعوة، وجزء من المسؤولية الثقافية والعلمية تقع على عاتق الوزارات المعنية بهذا الأمر والتي وافقت على نشر هكذا دعوة وعلى الذين يشجعون هذا الغباء الثقافي.
لذا نصيحتي للمرة المقبلة هي التأكد من كل شيء قبل القيام بطبع الدعوة وربما نشر هذه الصورة في المعرض على أساس أنها من لبنان، وأما على الصعيد الشخصي لن أحضر هكذا معرض على أمل أن نرى بعض الأعمال الحقيقية في المستقبل، ولما لا برعاية من الوزير ترو.
تحديث أول
أود الذكر أن العنوان والصورة الأساسية قد تغيرا بعد أن تم نشر الموضوع، فقد ربط البعض العنوان القديم بالصورة.
كان يجدر باللذين طالبوا بالتغيير قراءة الموضوع جيداً قبل الهجوم ورفع الأصابع تهديداً شمالاً ويميناً، ولكن المهم في الأمر أنه تم تبليغي بأنه جرى الإتصال بمنظمي المعرض وبالأخص “حركة السلام الدائم” التي أخذت علماً بالموضوع ووعدت، لمن أوصل لي الرسالة، بأنهم سيصلحون الخطأ الحاصل وأنهم يقدمون إعتذارهم على ما حصل وأنهسيتم ذكر ذلك غداً ضمن إفتتاح المعرض.
الهدف الموضوع كله هنا هو الإضاءة على أخطاء البعض، إن كانت مقصودة أو لا.
تذكير للجميع.. نحن لا نعيش في سوريا ذات النظام الديكتاتوري الواحد القامع لأفكار الغير نحن في لبنان.
“كما لا أريد أن احصل في نهاية الأمر على جواب مماثل لكلام وزير الخارجية السوري وليد المعلم بأن “المشاهد كانت صحيحة ولكن الإخراج كان سيئاً
تحديث ثان
في خطوة إيجابية من قبل المنظمين للمعرض، تم العودة عن الخطأ الذي تم من خلال وضع تعليق عند أسفل الصورة :
بعد هذه الخطوة، لدي رسالتين: أولاً شكراً على اصلاح الخطاً، وثانياً لم يكن من الضروري رفع سقف التهديدات والإتصالات المشبوهة. وشكراً
تحديث ثالث
في رد مباشرة على تلك الحادثة، استطعت الإتصال بالمصور وكان له هذا الحديث التالي:
اندهشت فعلاً عندما رأيت بان تلك الصورة تم إعلانها بأنها قد تم التقاطها في لبنان…
إنه لأمر جيد جداً بأنك انتبهت إلى ملكية هذه الصورة…
أنا أريد أن يرى جميع الناس أعمالي. وبالطبع إن كان هناك من إسم تحت الصورة، سيكون باستطاعة الجميع مشاهدة الصورة التي التقطها.
3 replies on “المعرض في برجا: نعم نعترف، لقد أخطأنا”
mime December 22, 2011 at 1:07 am
للذين تعودوا الحكم قبل القراءة نقول “ليس المهم أن نقرأ فقط أو نفك الحرف العربي أو الأجنبي، بل المهم أن نفقه ما نقرأ”. لبنان لم بزل موطن الكلمة الحرة مهما حاولوا جره الى هوة الراي والتفكير الآحادي
عزيزي المواطن.. إنزل وتظاهر ضدي « مـــــجّــــة January 24, 2012 at 9:38 pm
[…] نعم نعترف، لقد أخطأنا […]
حصرياً..قصّة وصور محرقة المسيحيين « مـــــجّــــة January 26, 2012 at 6:08 pm
[…] نعم نعترف، لقد أخطأنا […]
Comments are closed.